ألوان

لصوص في رمضان

تصغير
تكبير

وصلني عبر «الواتساب» مقولة بعنوان لصوص في رمضان، وقد أعجبني ما جاء بها ففضلت أن اشارككم ما بها من أفكار حيث إن المرسل استعرض بعض أنواع اللصوص في شهر رمضان المبارك، وقد بدأ بذكر التلفزيون على أنه اللص الأول كونه قد يفسد صيام المسلم وينقص الأجر، بسبب بعض الأفلام والمسلسلات والبرامج التافهة والسهرات الماجنة، وهي أمور ليس فيها إلا الشر في الأيام العادية، فما بالك في شهر رمضان المبارك.
واللص الثاني هو الأسواق حيث هدر المال خصوصاً أننا شعب يشتري أكثر مما يحتاج من ملبس ومأكل، لذا علينا أن نعالج تلك المسألة بتحديد ما نريد أن نشتري، ونلتزم بذلك كما أن للطريق حقا على المجتمع مثل غض النظر وعدم التسبب في إغلاق الطريق بإيقاف السيارة في أماكن ممنوع الوقوف بها.
واللص الثالث هو السهر في الليل والنوم نهاراً، فلا تكون هناك فائدة حقيقية من الصوم في شهر رمضان فنهار رمضان فيه روحانيات، يجب أن يعيشها المسلم مهما كانت درجة التزامه، وعليه أن يكثر من الصلاة والدعاء، ولا ينسى العمل بجد واجتهاد في النهار، وفي الليل حيث التهجد والاستغفار خصوصاً في الثلث الأخير من الليل.
واللص الرابع هو المطبخ خصوصاً في ما يتعلق بالنساء اللاتي يقمن بالطهي أو بالإشراف على الطهي حيث يجب مراعاة عدم المبالغة في عملية التحضير للفطور، فنوع أو اثنان من الأكلات تكفي خصوصاً أننا نعيش شهر الصوم وليس شهر الاكل، والمسألة مرتبطة بعدد أفراد الأسرة، ويمكن تناول ما تبقى من الفطور في وجبة السحور الذي يجب أن يكون خفيفاً على المعدة، بل إن بعض التمرات والماء يكفي المسلم، ولان التبذير مسألة سلبية منتشرة في مجتمعنا فإنه - للأسف - تزداد القمامة في شهر رمضان المبارك بل وتتضاعف في الوقت الذي يمكن الاستفادة من الاكل داخل الكويت.
واللص الخامس الهاتف وكثرة استخدامه قبل وبعد الافطار، وما قد يترتب على بعض المكالمات من قبل بعض الناس من ذنوب حيث الغيبة والنميمة وإفشاء الأسرار، الأمر الذي قد يفسد الصيام أو ينقص من أجره.
واللص السادس هو البخل بل والمبالغة في ممارسة البخل، حيث الامتناع عن تقديم الصدقة التي قد تقدم عتقا للمسلم من النار وتدخله الجنة.
واللص السابع هو المجالس التي تخلو من ذكر الله في شهر رمضان المبارك، فالتجمعات بين الناس هي من طبع الكثير من الناس ومنها في المجتمع الكويتي، حيث الديوانيات التي قد تكون فيها منفعة فقد يحصل من يحضر الديوانية الإيجابية على معلومة ما في الدين أو في الثقافة العامة أو بعض الأمور الدينية، ولكن هناك بعض الديوانيات السلبية التي لا يتحصل من يحضرها إلا على الأمور السلبية أقلها سماع الغيبة والنميمة.
والمسألة برمتها ما هي إلا كيفية تعامل الإنسان المسلم مع شهر رمضان المبارك، فهناك من يجعله شهراً للمغفرة إن أراد ذلك، وعليه أن يتجنب لصوص رمضان وهم ليسوا محصورين في سبعة، فربما عددهم يفوق ذلك كثيراً، لذا يجب أن يترك الإنسان بعض السلوكيات السلبية ليس في شهر رمضان فقط بل في بقية أيام السنة، وعليه تكون فلسفة الإنسان في التعامل مع الحياة بشكل ايجابي على العموم وفي شهر رمضان المبارك، الذي تكثر فيه المودة والمغفرة خصوصاً أن أجواء شهر رمضان المبارك في الكويت رائعة، حيث التواصل بين الناس والأهل والأقارب والأصدقاء في المساجد والديوانيات، وفي عملية قراءة القرآن وتفسيره، ولا بأس بقراءة بعض كتب التراث التي تمنح القارئ فكراً يؤكد مقولة أن الكتاب هو خير صديق لنا.

* كاتب وفنان تشكيلي كويتي

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي