اليوم سأترك هذه المساحة للحديث مع إخوتي في القلم، يبدأ بنصيحة قد تكون قاسية - وقد لا يتقبلونها - وهي: «أرجوكم أيها الأحبة... تداووا من أحداث رواياتكم المؤلمة، أخرجوا من أجساد أبطالكم، تحرروا من سيطرة العاطفة تجاههم، فأنتم واقع... وهم خيال».
أعلم أن الغوص في بحر الخيال متعب، والإقامة روحياً في فسحة أرض قد لا يكون لها مكان على الكرة الأرضية، والتنقل في شوارعها ولمس أشجارها وعناق أقمارها، ليس سهلاً الخروج منها، خصوصاً عندما نتعاطف مع شخصية من شخوص القصة، أو نضطر إلى أن نتلبس «نفس» سيئة آذت من نحب في حكايتنا، فختام كل رواية؛ يعني شيئاً من الحزن يعترينا لأننا سنغلق باب الاسترسال والتواصل مع أبطال روايتنا ومغادرة أرضهم، التي مشينا عليها معهم ما يقارب العام، وشاركتنا تفاصيل حياتنا، واقتحمت علينا خلوتنا، وأخذتنا من أقرب الناس إلينا لنكتبها...!
تداوى أيها القاص من هذا الحب!... ولا تجعل رحلة الخيال التي سافرت بها إلى أعماق روايتك أن تجر فكرك نحوها وتسيطر على انتباهك، فلا تجعلك تشارك عائلتك اهتماماتهم، أو تهنأ بصحبة أصدقائك، عليك أن تنتقل إلى مسار آخر واقعي أكثر لتعوض ما تركت وما ذهب منك خلال رحلة الكتابة.