الدولة العبرية تعتبر أنها ستكون في «مقدّم» الأهداف الإيرانية
«درون انتحارية»... سلاح إسرائيل السريّ في سورية



- « الإيرانيون نقلوا عدداً كبيراً من الصواريخ إلى مجموعاتها في العراق وسورية
- سليماني أمرَ جميع القوات في العراق بـ «الاستعداد للنزاع»
كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية لمجلة «ناشيونال انترست»، عن طائرات «درون» الانتحارية، التي تعدّ السلاح السريّ في مواجهة أنظمة الدفاع في سورية، وذلك في أعقاب ما تردد عن تصدّي الدفاعات الجوية لدمشق لمقذوفات وأجسام غريبة أطلقت من الدولة العبرية.
وأشارت المصادر إلى أنّ من المحتمل أن تكون الطائرات التي نفذت الهجمات الأخيرة في سورية من طراز «هاربي 2»، وهي تُصنع في إسرائيل، ويُمكن توجيهها عن بُعد، أو ضبطها تلقائياً، ويبلغ الحد الأقصى لسرعتها 115 ميلًا في الساعة، ويمكنها البقاء فوق ساحة المعركة لمدة ست ساعات.
ولفتت إلى أنّ الغارات الأخيرة أظهرت تحسّناً لدى الدفاع الجوي السوري، ويعود السبب الرئيسي بذلك إلى التدريب الروسي المستمر، إلا أنّ إسرائيل تستمرّ بهجومها المفاجئ من خلال استخدام طائرات من دون طيار «انتحارية».
توازياً، ذكّرت المجلّة بأنّ الحرس الثوري الإيراني أنشأ شبكة واسعة من القواعد على الأراضي السورية لممارسة الضغط العسكري على إسرائيل وتقديم المساعدة لـ«حزب الله»، مشيرةً الى أنّ ذلك حصل قبل التدخل العسكري الروسي في سورية.
ورداً على ذلك، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية مئات الضربات على أهداف في سورية سعت من خلالها إلى تعطيل عمليات نقل الأسلحة إلى «حزب الله» وتزايد نفوذ القوات الإيرانية.
وأشارت المجلّة الى أنّ منظومة «بانستير أس 2» الروسية تضررت أيضاً إثر استهدافها من قبل سلاح الجو الإسرائيلي، وأوضحت أنّ هذه المنظومة بدأت بالعمل في العام 2015.
ونشر موقع «المونيتور» مقالاً أعدّه الكاتب والمحلّل الإسرائيلي بين كاسبيت، أوضح فيه أسباب هدوء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الوقت الذي يستعر فيه الصراع الأميركي - الإيراني.
ونقل الكاتب عن مصدر: «ما تحاول إيران إثباته للولايات المتحدة ولحلفائها، هو أنه إذا كانت ستواجه مشاكل في تصدير النفط، فلن يمرّ هذا الأمر بهدوء عليهم».
ولفت كاسبيت إلى تقييم استخباراتي إسرائيلي ناقشه مسؤولون أمنيون خلال جلسة نظّمها نتنياهو أخيراً، وجاء فيه أنّ إيران تقف وراء أعمال العنف الأخيرة في المنطقة، بما في ذلك الهجوم على ناقلات النفط في خليج عُمان، وهجوم الحوثيين على بنى تحتية نفطية تابعة للسعودية.
وأوضح مصدر اطّلع على التقرير الأمني أنّ الغرض من الهجمات التي تقف وراءها إيران هو إيصال رسالة بأنها قادرة على وقف تدفق النفط من الخليج.
كما أشار الكاتب إلى أنّ إيران تجنبت التدخل المباشر في هذه الهجمات، مفضلة استخدام الوكلاء، «لكن في حال إندلاع حرب شاملة، فسوف يتدخل الحرس الثوري بشكل مباشر، وتعتقد إسرائيل أنها ستكون في مقدّم الأهداف».
ووفقاً للكاتب، فإنّ نتنياهو «يعلم أنّ فرص تجنب الحرب ضئيلة وأنه ليس لديه أي فرصة لإبقاء إسرائيل خارج قائمة الأهداف الإيرانية الرئيسية».
وقال مصدر عسكري إسرائيلي لـ»المونيتور»: «تلقينا ضربات مباشرة من إيران، ولهذا سنطبّق ما جاء في التقييم».
وعلى الرغم من محاولات إسرائيل إبعاد نفسها إلا أنّ التوتر يزيد، حسب الكاتب، الذي أشار إلى تقارير أعدّتها أجهزة استخبارات غربية وجمعتها إسرائيل تكشف أنّ الإيرانيين نقلوا أخيراً عدداً كبيراً من الصواريخ إلى المجموعات التي تدعمها في العراق وسورية.
وتُضيف التقارير أنّ قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري قاسم سليماني أمرَ جميع القوات في العراق بـ«الاستعداد للنزاع».
وقال مصدر سياسي إسرائيلي لـ«المونيتور»: «تحاول إيران إبراز قوتها لردع (الرئيس دونالد) ترامب عن الدخول في حرب»، مضيفًا أنّ «الإيرانيين يحاولون إثبات أن الحرب ضد إيران لن تكون مثل الغزو الأميركي للعراق».
في سياق آخر، شرعت الجرافات التابعة للجيش الإسرائيلي، أمس، بوضع سواتر ترابية بمحاذاة إحدى المستوطنات والكيبوتزات في «غلاف غزة»، وذلك خشية التعرض لصواريخ «الكورنيت» المضادة للدروع، عقب استهداف فصائل المقاومة آلية مدرعة بصاروخ موجه خلال التصعيد الأخير.