كلمة بعد النقطة

لا تصدقوني... أرجوكم

تصغير
تكبير

للأسف أقولها: إلى متى العقول مغيبة عن الحقيقة؟... وهل هناك من يتحكم فعلاً في نشر الحقيقة أو تشويهها؟!
أكررها، ولست مسؤولة عن تصديقكم لما سأكتبه لكم الآن: لا تصدقوني أرجوكم !
منذ أيام كنت ذاهبة مساء إلى محل في منطقة لا أريد أن أذكر اسمها، حفاظاً على السرية، ولكنها في محافظة العاصمة، وعند انتهائي من شراء الحاجة التي كنت أتيت من أجلها، وجدت ثلاثة أطفال دون سن الخامسة من العمر يقفون عند أحد المنازل المقابلة لهذا المحل، وكانوا يبكون بطريقة شديدة ومؤلمة جداً، شدني الموقف وترجلت من سيارتي، ورحت أسألهم عن سبب بكائهم؟ وأين والدتهم؟ ومجرد أن بدأ أحد الأطفال بالرد على أسئلتي، خرجت على الفور عاملة المنزل، ونظرت إليّ بطريقة مريبة، انزعجت منها وشككت في أمرها، وسألتني لماذا أقف أمام منزلهم؟ ثم رأيت رجلاً آسيوياً يخرج رأسه من إحدى نوافذ الطابق الثاني، تخيلوا يا سادتي كيف كان شعوري وقتها؟ بينما يحدث أمام عيني أمراً كهذا شديد الريبة!
هنا رفعت صوتي وقلت لها بانفعال: لماذا هؤلاء الأطفال يبكون في الشارع؟ وكدت أسألها ماذا فعلت بهم ؟! ولكنني كتمت سؤالي حتى أعرف نصف الحقيقة، وإلا سأقوم بالاتصال على الشرطة! هكذا حدثت نفسي.
فردت بتوتر: يريدون أن أعطيهم بعض الحلوى ولكن انتهت من جيبي!
كانت الإجابة في حد ذاتها مريبة وتحتها ألف خط!... أي حلوى هذه التي تجعل الأطفال يبكون خارج المنزل؟ ولماذا تخفيها في جيبها؟ سألتها مرة أخرى: أين ماما؟ أجابت: سافرت منذ يومين! انذهلت من إجابتها... ورحت أضرب من دون تفكير على رقم وزارة الداخلية: سألني الموظف عن اسمي... قلت على الفور: أنا... المحقق أقصد المحققة كنان!
إلى هنا تنتهي النكتة أول الحكاية التي نبهتكم قبل قراءتها أن «لا تصدقوني»... ولكن أن تسألوني ما الهدف منها؟ سأجيبكم «هكذا يتعامل معنا الإعلام المعادي بحرفية تامة، ويعبث بعقولنا، وتنتشر الاشاعة بكل بسهولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لأننا باختصار لا نتأكد من صدق المعلومة، ولا حتى نحاول التحقق منها ومن مصدرها، وأنبهكم ألّا تتحققوا منها من (المحقق كنان)... لأنه طلع كذاب... ومبارك عليكم الشهر مقدماً».

Anwar.taneeb@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي