بالقلم والمسطرة

لا أطفال في الشارع!

تصغير
تكبير

لا تزال لدينا ظاهرة عجيبة غريبة في بلدنا، وفي الوقت الحالي وهي وجود عدد من الأطفال في عدد من الشوارع، بحيث يكون الطفل على قارعة الطريق، وذلك لبيع فاكهة أو ما شابه وتحت أشعة الشمس ودرجات الحرارة العالية وتعرضهم أيضاُ لخطر حوادث السيارات - لا سمح الله - أو غيرها من الأخطار.
ونحن في شهر رمضان المبارك، وحتى في فصل الصيف وغيرها من الأوقات، ما يستلزم معالجة هذه الظاهرة الإنسانية بالدرجة الأولى، والنظر إلى جوانبها الأخرى، مثل الوضع الإنساني وحقوق الطفل، وكذلك الوجه الحضاري لبلدنا، والوضع الصحي للأطفال أنفسهم وبضائعهم كذلك! وعلى حد علمي أن الكويت وقعت ومنظمة العمل الدولي منذ سنوات وأثناء انعقاد مؤتمر منظمة العمل الدولي في مدينة جنيف في سويسرا، اتفاقية جديدة في حينها، وذلك لمنع وتجريم استغلال الأطفال، ونحن الآن في عام 2019 وما زلنا نشاهد هذه الظاهرة بين فترة وأخرى.
وللعلم فإن منظمة العمل الدولي أصدرت بدورها عدداً من الاتفاقيات في مجال عمل الأطفال، ومن أهمها اتفاقيتان هما (الاتفاقية رقم 138 لسنة 1973والمتعلقة بالحد الادنى لسن الاستخدام) و(الاتفاقية رقم 182 لسنة 1999والمتعلقة بأسوأ اشكال عمل الاطفال)، وصحيح أن هناك جهوداً من البعض لمحاولة علاج هذه الظاهرة، ولكن يستلزم الأمر التحرك العاجل والعملي من الجهات الحكومية المختصة، خصوصاً التي لها علاقة بحماية حقوق الأطفال وكذلك جمعيات النفع العام المعنية والناشطين في هذا المجال، لعلاج هذه الظاهرة السلبية، وبشكل جذري فهي تمس شريحة الأطفال.
وكذلك يجب النظر لأسباب ترك أهاليهم لهم ليعملوا في هذه الظروف القاسية، والتي لا تناسب طفولتهم والأمر قد يرتبط أيضاً بتجار الإقامات ومسؤولية كفلاء هذه الأسر، لذا يجب النظر بشكل شامل من الألف إلى الياء لمعالجة هذه الظاهرة، بحيث لا يتواجد أطفال في الشارع بهذه الطريقة غير الإنسانية، فالطفل يحتاج أن يكون في المدرسة أو يلهو مع أقرانه أو عند أهله، وألا يكون وسيلة للاستغلال أو التجارة المتنقلة، أو يتم تركه ليواجه الظروف القاسية على الطرق! والله عزوجل المعين في كل الأحوال.

ahmed_alsadhan@hotmail.com
Twitter @Alsadhankw

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي