ألوان
رمضان كريم



إن شهر رمضان المبارك، هو شهر الخير والبركة، وفرصة لتعميق الإيمان، إضافة إلى أن أعمال الخير تزداد فيه بصورة كبيرة لذا فإن أكثر من ملياري مسلم على وجه الأرض ينتظرونه بفارغ الصبر، لما فيه من عتق وفوائد جمة للمسلم، إذ إن شهر رمضان له أمور إيجابية على صحة الإنسان، كون الصوم يعمل على تنقية الجسم من السموم أو المواد شبه السامة، وهو فرصة لإنزال الوزن، خصوصاً أن مجتمعنا يعاني من ارتفاع نسبة السمنة، وهو مفيد لمن يعاني من أمراض السكر وارتفاع ضغط الدم، وأمور أخرى تحدث عنها الأطباء عبر السنوات، في مختلف وسائل الإعلام.
وهناك ثقافة سلبية في المجتمع، وهي عملية التردد على الأسواق والجمعيات التعاونية قبل شهر رمضان المبارك بيوم أو بيومين، والأمر نفسه بالنسبة للعيدين الفطر والأضحى.
وهناك بعض العادات التي لا أحبذها في المجتمع الكويتي على الأغلب، فإذا كانت الأسرة تصرف شهرياً على المواد الغذائية مبلغاً وقدره ثلاثمئة دينار، فالمنطق أن تقوم الأسرة بإنفاق نصف المبلغ في شهر رمضان المبارك، نظراً لأن هناك وجبة واحدة هي وجبة الإفطار أما السحور فإنه عادة يكون وجبة خفيفة جداً أو هكذا ينبغي لكننا نجد المفاجأة كون الأسرة تقوم بإنفاق ضعف المبلغ على شراء المزيد من المواد الغذائية، الأمر الذي يعكس سوء سلوك في التعامل مع الشهر المبارك على مستوى تناول المواد الغذائية.
ورغم الحرص والتأكيد على صلة الرحم مع الأهل والأقارب فإنني أدعوا إلى تقليل الدعوات لتناول الإفطار أو السحور أو الغبقة، لما لها من تبعات أخرى على سيدة المنزل، خصوصاً أولئك النسوة اللاتي يقمن بالطهو بأنفسهن ولا يعتمدن على الخدم، حيث إن مثل تلك الأمور تعمل على إشغالهن بعيداً كل البعد عن روحانية شهر رمضان المبارك، وعلينا ألا ننسى منح الخدم في المنزل ساعات للراحة، خصوصاً في النهار، كونهم يعملون إلى ساعات متقدمة من الليل.
ومن الأمور التي لا أحبها في شهر رمضان، هو السلوك الاجتماعي للكثير من الشعوب العربية أو معظمها، حيث الحرص على متابعة المسلسلات التلفزيونية، التي باتت تتنافس وتملأ القنوات الفضائية، وهي مليئة بالغث أكثر من السمين، ناهيك عن الأزياء التي ترتديها الممثلات، اللاتي يقمن من دون قصد بتشويه مجتمعنا، فقد تجد مسلسلاً كويتياً، بينما هو لا ينتمي إلى الكويت على مستوى الهوية الحقيقية، بدءاً بالقصة وأحداثها، مرورا باللهجة التي لا علاقة لها باللهجة الكويتية، حيث تتداخل المفردات عبر الحوار السمج في الكثير من الاحيان، وانتهاء بالنواح والبكائيات، والأحداث التي ليست ظاهرة في المجتمع، إنما هي حالة شاذة، فيتم تقديمها على أنها ظاهرة طبيعة، ناهيك عن المنازل الفخمة التي لا يعيش فيها معظم أهل الكويت.
ولا أعرف لماذا يحاول البعض ألا يقوم بأي عمل ما سوى النوم نهاراً في شهر رمضان المبارك، بينما يكون يقظاً طوال الليل، وليته يقضي الليل في أمور تتناسب مع الشهر الكريم، لكنه يصر على أن تكون لديه سلوكيات سيئة، كما أن بعض الموظفين تقل إنتاجيته بصورة كبيرة، إضافة إلى أن بعض الموظفين لا يتعامل مع المراجعين بصورة مناسبة، بحجة أنه صائم، وكأنه المسلم الوحيد الذي يعمل وهو صائم، والأمر نفسه على من يقود السيارات في الشوارع، حيث ان بعض السلوكيات تتنافى مع القيادة التي هي فن وذوق وأخلاق، إضافة إلى أن هناك بعض المصلين يقفون في أماكن لا ينبغي الوقوف بها، مثل جانب الطريق والدوارات، كما هو الحال في بعض المساجد، متناسين أن الوقوف في الأماكن القانونية، هو الامر السليم، إضافة إلى كونه سلوكاً حضارياً، كما أن المشي إلى المسجد مسافة ما فيه من الحسنات التي نحن بحاجة إليها.
وفي الختام أتمنى تقديم تحية حب وتقدير إلى كل العاملين في بعض الأماكن الحيوية في شهر رمضان المبارك، مثل قطاع النفط والكهرباء والماء والمستشفيات والمطافئ ورجال الأمن، وغيرهم من المؤسسات الحيوية في بلدنا الحبيب الكويت.
* كاتب وفنان تشكيلي كويتي