تهديد أميركي استعراضي وردّ إيراني: التلويح بالانسحاب الجزئي من «النووي»

No Image
تصغير
تكبير

تستعرض أميركا عضلاتها أمام العالم من دون أن تحقق الهدف المرجو بتخويف إيران لجذْبها إلى طاولة المفاوضات.
وتتمثّل طريقة الاستعراض بإرسال حاملة الطائرات «إبراهام لينكولن» نحو مياه الخليج حيث كان من المقرَّر أن تنتشر قبل أشهر. وتردّ إيران بتصوير أهداف أميركية لتبعث برسالة بأن القوات الأميركية تحت مرمى نيرانها.
ومن الواضح أن كلا الطرفين لا يريدان حرباً. إلا أن إيران، بحسب المادة 36 من الاتفاق النووي، لديها الحقّ بأخذ الاعتراض إلى مجلس الأمن ضمن مهلة 10 إلى 30 يوماً، وبعدها يمكنها عدم الالتزام بجزء من الاتفاق إلى حين تنفيذ كل بنوده من الولايات المتحدة ووقْف كل العقوبات بحسب ما ينص البند 26 من الاتفاق النووي. وهذا ما سيعلنه الرئيس روحاني الأربعاء (اليوم) من دون أن يخرج كلياً من الاتفاق للحفاظ على الحلفاء الذين يرفضون الانسحاب الأميركي منه.


وتقول مصادر في طهران لـ«الراي» إن «إيران ليست بوارد الانسحاب الكلي من الاتفاق النووي كي لا تحصل أميركا على ما تريده وتأخذ الملف إلى الأمم المتحدة وتضيف عليها عقوبات دولية كما كان الحال من العام 2011 إلى 2015، واليوم نجد أن الأمم المتحدة وأوروبا والصين وروسيا والعالم كله عدا أميركا داعمين للاتفاق الموقّع العام 2015 وملتزمين به ما عدا أميركا. وهذا ما لا تريد إيران خسارته».
ويضيف المصدر ان «إيران تلتزم بنود الاتفاق في المادة 26 منه والتي تنصّ بصراحة على أن الرئيس الأميركي ومجلس الأمن لن يضيفوا أو يتخذوا أي عقوبات قديمة أو إضافية، وإلا فإن إيران لديها الحق بالتوقف عن تنفيذ الاتفاق أو جزءاً منه. وهكذا تنصّ أيضاً المادة 36 و 37 في حال لم تبتّ الأمم المتحدة بالخلاف أو بالخرق من الأطراف الموقّعين على الاتفاق وهنا بالتحديد المقصود الولايات المتحدة».
وقد أكدت أيران أنها ستعلن الأربعاء (اليوم) عن تدابير إضافية حددت موعدها وفقاً لمرور عام على نقض أميركا للاتفاق النووي.
وتقول المصادر إن «التيار الداعي للانسحاب الكلي من الاتفاق النووي لم ينجح بإقناع أكثرية المسؤولين بإتخاذ هذا القرار. وبالتالي فإن التيار المُنادي بالردّ ضمن الاتفاق النووي يعتمد على المواد والبنود المذكورة فيه (25 و36 و37) لرفْع القضية أمام المحافل الدولية وإعطائها المهلة القانونية لفرْض الاتفاق على واشنطن وإلا فان ايران ستبدأ بالانسحاب الجزئي والتدريجي من الاتفاق النووي قبل إعادة منشأة آراك للعمل ورفع مستوى التخصيب والخروج من الاتفاق الالحاقي (Annex I, II)».
من الواضح أن إيران لا تريد إغلاق مضيق هرمز ولكنها تلوّح به إذا فُرضت الحرب عليها. ومن الواضح أيضاً أن أميركا لا تريد الحرب بل تتمنى أن تبدأ أي دولة في المنطقة بالحرب على إيران لتدعمها هي من الخلف. إلا أن إيران ليست لقمة سائغة لِما تملكه من قوة تدميرية، وتالياً فإن من غير الوارد الذهاب إلى حرب عسكرية ضدّ إيران لأي طرف في المنطقة وحتى لأميركا نفسها. ومن هنا فإن أي مواجهة عسكرية تدميرية وغير محسوبةٍ النتائج غير متوقَّعةٍ حتى ولو حصلتْ مناوشات استعراضية من الطرفين.
فالقطع البحرية الأميركية لا تزال تتواصل مع الحرس الثوري الإيراني الموجود على مضيق هرمز وينادي كلّ باخرة أو قطعة حربية تدخل في المضيق. وبالتالي فإن القوات البحرية الأميركية - حتى ولو كان الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب - تردّ بحسب البروتوكول المتبع.
وفي رأي أوساط مطلعة أن كل هذا العرض العسكري من الطرفين لن يحضر إيران إلى طاولة المفاوضات. فقد رفض الرئيس حسن روحاني 8 دعوات من ترامب للقاءٍ، وإيران على ثقة بأنها لن تُحاصر نفطياً وإلا فإنها تستطيع إيذاء المصالح الأميركية عن طريق حلفائها إذا رفضتْ تركيا والصين ودول أخرى استلام النفط.
لا شك ان المنطقة تغلي واحتمالات الخطأ دائماً واردة. إلا أن لا شيء يشير إلى احتمالات الحرب ولكن التهويل الاستعراضي يبدو أنه المسيطر.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي