«عليهم الصبر أولاً فمن لم يستطع جازَ له الإفطار مع عدم المجاهرة ووجوب القضاء»
دعاة يُجيزون الإفطار للعاملين تحت الشمس












حاي الحاي: يجوز الإفطار إذا كان إتمام الصيام سيحمل معه هلاكاً أو تلفاً
ناظم المسباح: يصبحون صائمين وإذا اشتد عليهم التعب فلهم الإفطار
دغش العجمي: لا يجوز الإفطار للعمال وعليهم الصبر والاحتساب
محمد النجدي: إذا كان بإمكان العامل أخذ إجازة في رمضان فلا يجوز الإفطار
أجاز عدد من الدعاة «الإفطار في نهار رمضان لعمال الكويت العاملين تحت الشمس، إذا كان الصيام سيتسبب في إلحاق الأذى بهم»، موضحين أنه «عليهم الصبر أولاً، فمن لم يستطع الصبر والتحمل جاز له الإفطار مع وجوب القضاء». وشدد الدعاة، في تصريحات متفرقة لـ«الراي»، على أنه «في الوقت الذي صرح فيه الإسلام للمضطر بالإفطار، فإنه حرّم الجهر بهذا الإفطار وحرص على أن يكون سراً احتراماً لحرمة هذا الشهر الفضيل ومراعاة لشعور الصائمين فيه».
وقال الداعية حاي الحاي: «أعذر الله سبحانه وتعالى من غلبه الجوع الشديد أو العطش الشديد الذي يخاف معه الهلاك. ففي بعض الحالات يمكن أن يفقد الإنسان بصره أو يتعرض لأذى بالغ بفعل الجوع أو العطش، وهناك يجوز الإفطار إذا كان إتمام الصيام سيكون به هلاك أو تلف».
وبيّن أن الأدلة الشرعية من القرآن والسنة كثيرة، في إباحة الإفطار لمن أصابه الإعياء الشديد بسبب الجوع أو العطش، لأنه بات في حكم المريض، وهذا أجازه عدد من أكابر العلماء من بينهم ابن عثيمين وابن باز، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنه «بعد رمضان يجوز لهم قضاء ما فاتهم من صيام لكن لا يجوز لهم المجاهرة بالإفطار».
من جانبه، قال الداعية الدكتور ناظم المسباح «عليهم أن ينووا الصيام ويصبحوا صائمين، ثم يقومون بأعمالهم، ثم بعد ذلك إذا اشتد عليهم التعب والعطش ورأوا الإفطار فلهم ذلك وعليهم القضاء».
أما الداعية الدكتور دغش العجمي، فقد كان له رأي مخالف، حيث أكد أنه «لا يجوز الإفطار في نهار رمضان للعمال، وعليهم الصبر والاحتساب في ذلك، ويستطيعون ترتيب عملهم بما يوافق دينهم، ويؤدون به الركن الرابع من أركان الإسلام كالعمل ليلاً»، مشيراً إلى أن «الدولة وفقها الله ألزمت أرباب العمل بعدم تشغيل العمال في الظهيرة».
وزاد أنه «لا يجوز المجاهرة بالإفطار لأي سبب كان رعاية لحرمة رمضان، وحتى من أفطر لسبب شرعي كالمسافر، فلا يجاهر في نهار رمضان»، مستدركاً بالقول: «وعموماً من عمل من العمال أو عموم الموظفين ثم أصابه الجهد والتعب ولم يستطع الصوم واضطر إلى الفطر جاز له ذلك مع قضاء ما أفطر به، وليعلم أن إفطار يوم من رمضان لغير عذر شرعي من كبائر الذنوب».
إلى ذلك، قال الداعية الدكتور محمد الحمود النجدي إن «صوم رمضان ركن من أركان الإسلام ثابت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، ولا يجوز للمسلم أن يفطر بغير عذر شرعي من مرض أو سفر، وقد يحصل للإنسان أثناء الصوم مشقة وتعب وعطش وجوع، فعليه أن يصبر ويستعين بالله عز وجل، فإذا عطش الإنسان في نهار رمضان فلا بأس أن يصب على رأسه الماء للتبرد وأن يتمضمض، فإذا سبب له العطش ضرراً بالغاً أو خشي الهلاك من العطش جاز له الفطر، وعليه القضاء في ما بعد».
وشدد النجدي على أنه «لا يجوز أن يكون العمل وكسب الرزق هو السبب في المشقة الحاصلة له، فإذا كان يمكنه أخذ إجازة من العمل في شهر رمضان أو كان يستطيع تخفيف أعباء عمله فيه، أو تغييره إلى ما هو أسهل فلا يجوز له أن يفطر».
«لجنة الإفتاء» السعودية: الإفطار في حال الاضطرار
أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية فتوى رسمية جاء فيها: «من المعلوم من دين الإسلام بالضرورة أن صيام شهر رمضان فرض على كل مكلف وركن من أركان الإسلام، فعلى كل مكلف أن يحرص على صيامه تحقيقاً لما فرض الله عليه، رجاء ثوابه وخوفاً من عقابه دون أن ينسى نصيبه من الدنيا، ودون أن يؤثر دنياه على أخراه، وإذا تعارض أداء ما فرضه الله عليه من العبادات مع عمله لدنياه وجب عليه أن ينسق بينهما حتى يتمكن من القيام بهما جميعاً، ففي المثال المذكور في السؤال (بشأن جواز الإفطار للذين يعملون تحت الشمس) يجعل الليل وقت عمله لدنياه، فإن لم يتيسر ذلك أخذ إجازة من عمله شهر رمضان ولو من دون مرتب، فإن لم يتيسر ذلك بحث عن عمل آخر يمكنه فيه الجمع بين أداء الواجبين ولا يؤثر جانب دنياه على جانب آخرته، فالعمل كثير، وطرق كسب المال ليست قاصرة على مثل ذلك النوع من الأعمال الشاقة، ولن يعدم المسلم وجهاً من وجوه الكسب المباح الذي يمكنه معه القيام بما فرضه الله عليه من العبادة بإذن الله». وأضافت في فتواها «فإذا لم يتيسر له شيء من ذلك كله واضطر إلى مثل ما ذكر في السؤال من العمل الشاق، صام حتى يحس بمبادئ الحرج فيتناول من الطعام والشراب ما يحول دون وقوعه في الحرج، ثم يمسك، وعليه القضاء في أيام يسهل عليه فيها الصيام».