أوراق وحروف

إيران... وسياسة العناد!

تصغير
تكبير

منذ أن انتهت حرب الثماني سنوات بين الجارتين إيران والعراق، ونظام الملالي في طهران لا يهدأ ولا يفتر لحظة واحدة، وتصريحات قادته تدعو - باستمرار - إلى اشعال الحروب في المنطقة، تارة تهدد دول مجلس التعاون الخليجي بالويل والثبور وعظائم الأمور، من دون سبب مقنع، وتارة تهدد بقذف إسرائيل بكامل كيانها في البحر المتوسط، تصريحات ثبتت مع مرور الزمن أنها للاستهلاك المحلي فقط!
ولو تبصرت عزيزي القارئ في تخبط السياسة الخارجية للنظام الإيراني، ستجد أن من بواعث سياسة التهديد والوعيد هي مادة في الدستور وضعت في العام 1979 تدعو وبشكل صريح لتصدير الثورة!... تصدير البؤس والشقاء والرعب، وعدم الاستقرار! ولو نظرنا إلى إيران الداخل لوجدنا الجحيم الذي لا يطاق، فقر مدقع، وبطالة تجاوزت كل المؤشرات العالمية، وحصار اقتصادي، وغيرها من مشاكل وأزمات يستحيل معها بقاء هذا النظام!
ونحن هنا نتساءل، ما الذي يمنع نظام الملالي من انتهاج سياسة جديدة، وفتح صفحة مع المجتمع الدولي، ويسعى لتحويل إيران إلى دولة صناعية، خصوصا أنها تتمتع بمميزات كثيرة لم تستغلها الاستغلال الأمثل في نهضة هذا البلد، فهل يُعقل بلد كإيران لديها بترول وغاز وموارد طبيعية أخرى، تذهب خيراته وأمواله إلى تنظيمات الإرهاب في الخارج، تنفيذاً لمادة دستورية تدعو إلى زعزعة الاستقرار، والتحريض على الأنظمة المستقرة، وتأجيج الطائفية والكراهية بأبشع صورها، دونما أدنى فائدة تعود على الشعب الإيراني المغلوب على أمرة منذ 40 عاماً وحتى يومنا هذا!
هذه هي إيران منذ قدوم ثورتها، لا جديد في سياستها الخارجية، سوى التدخل في شؤون الدول الأخرى، وهذا ما أعطى المبرر والدافع القوي لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرض حصاره المشدد عليها، وبالطبع لن نقول إن أميركا دولة ملائكية تعشق السلام، فهي تذكرنا بالاستعمار البريطاني، الذي عاث في الشرق الأوسط فساداً ودماراً، وأولها زرع النبتة الخبيثة، والمُسمّاة بـ«إسرائيل»، وملف هذا الكيان ليس بحاجة إلى تفصيل!
فهل ترعوي إيران وتثوب إلى الحق، وتعود إلى مجتمعها الإسلامي عضواً مسالماً وفاعلاً، يكون عوناً وسنداً لأمته، أم تستمر في غيها، وعنادها كعادتها؟!

twitter:alhajri 700

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي