ألوان

المعلم أساس التعليم

No Image
تصغير
تكبير

انتهى العام الدراسي ونبارك لأبنائنا المتفوقين وحظ أوفر لمن لم يوفق، ونتمنى الجد من أبنائنا في العام الدراسي القادم خصوصاً ممن سيكملون التعليم في الجامعات سواء في الكويت أو في الخارج.
ومنذ أكثر من ثلاثة عقود ونحن نسمع بالكثير من الناس، سواء كانوا من أهل التربية والتعليم أو من أولياء الأمور بضرورة إصلاح التعليم، وكانوا يسلطون الضوء على المناهج وهو نصف الحقيقة، لأنه كان ينبغي أن تكون هناك نظرة شاملة ودقيقة من قبل أهل الاختصاص وفي مقدمة عناصر تلك النظرة، هو الاهتمام بتهيئة المعلم لأنه أساس التعليم في أي بلد، مهما كانت البيئة المحيطة بالوسط التربوي.
لا يهم كيف هي حال المدارس ووسائل التعليم الأخرى لأنها لن تنفع إن لم يكن هناك مدرس كفء، لكنها عوامل مساعدة بيد أن القصور في كفاءة المعلم هي الكارثة، سواء كان المعلم كويتياً أو غير كويتي فالكفاءة هي الفيصل، والصبر إحدى أهم السمات التي يجب أن تتوافر لدى المعلم، لأنه سيتعامل مع طلبة متعددي المستويات في الفهم والإدراك.
وقد شاهدت - قبل فترة - لقاء في برنامج «مسائي» على قناة «الراي» مع الدكتور عبد الرحمن الاحمد، وكان لقاء مهماً مع شخصية لها باع طويل في التعليم، كما أنه يمتلك مهارة القدرة على تشخيص أماكن الأخطاء والقصور في العملية التعليمية، إضافة إلى أنه متحمس لإصلاح المؤسسة التعليمية ومثله كثير، وكم تمنيت أن تقوم قناة «الراي» بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي بتنظيم سلسلة لقاءات مفتوحة حول التعليم في الكويت.
ومن بين العناصر التي طالب بها الدكتور الأحمد في اللقاء ضرورة الاستعانة بالكفاءات المحلية، مع ضرورة وجود لجنة عليا من خارج التربية لتقييم الوضع التعليمي في الكويت، مع تطوير وتغيير المناهج وضرورة تهيئة المعلم سواء كان كويتياً أو غير كويتي، بل إنه طالب بضرورة الحصول على ترخيص بالتعليم لأنه يؤمن ويدرك أن المعلم هو أهم عنصر في عملية التعليم، وكم أتمنى لو يتم تشكيل لجنة تشمل مدرسين حاليين وسابقين وأولياء أمور مهتمين بالتعليم مع ضرورة مشاركة جمعية المعلمين.
نعم لا بد من دق جرس الخطأ في مجال التعليم، لأنني أشاهد مخرجات التعليم التي هي دون مستوى الطموح، بل إن هناك ضعفاً كبيراً في بناء الشخصية، فلو طلبت من بعض طلبة الجامعة أن يرتجلوا التحدث أمام الطلبة لمدة ثلاث دقائق، لشاهدت التلعثم والارتباك لدى أكثرهم، ولو طلبت منهم كتابة موضوع ما فإنك ستجد المزج بين اللغة العربية الفصحى واللهجة المحلية، مع كثرة الأخطاء في كتابة بعض الحروف، وأمور أخرى تجعلك تشعر بالمرارة، وهناك أمور كثيرة ذكرها لي بعض الأساتذة في الجامعة وبعض المدرسين الذين أعرفهم.
وهناك السلوكيات لدى الطلبة، التي يجب الاهتمام بها، فكل طالب هو مشروع موظف لخدمة المجتمع في المستقبل، وفي التعاون بين المدرسة والمنزل يمكن تحقيق الكثير في مجال السلوكيات، منها النظر إلى تجربة دولة عريقة مثل اليابان، التي يقوم الطلبة الصغار بتنظيف المدرسة، ومن يرفض ذلك الأمر فإن عليه أن يتحمل العواقب، فليس عيباً أن يقوم طلبة المدرسة بتنظيف المدرسة أو ما حولها، ولو بمعدل يوم واحد في الأسبوع، خصوصاً في فصل الشتاء، حيث يكون الطقس ملائماً، عندها سيتعلم الأبناء التعاون وروح الفريق الواحد.
نعم علينا العودة إلى المناهج القديمة، ولكن ليس بصورة شاملة بل لنأخذ ما هو جيد منها خاصة فيما يتعلق بتعليم أساسيات الكتابة وبعض المعلومات التي تساهم في بناء ثقافة الطالب، ولا بأس في إضافة بعض الأمور الحديثة، التي ثبت نجاعتها من قبل أهل الاختصاص، ولا بأس في الاستعانة بتجارب بعض الدول العربية والصديقة في بعض المناهج خصوصاً العلمية منها، فدولة مثل سنغافورة لديها تجربة فريدة في وضع منهج الرياضيات، وكل ما علينا نقل التجربة ومتابعة أثرها علينا.
نعم لا بد من إعادة النظر - ليس في المناهج فقط - بل في عملية تهيئة المعلم، فليس كل من أنهى كلية التربية يصلح أن يكون معلماً، من مبدأ أن هناك فروقات شخصية لدى المدرسين، وكذلك الطلبة، والأمر نفسه ينطبق على المدرسين الذين نحضرهم من دول أخرى مع أنني أطالب بأن يكون معلمو اللغة الانكليزية والفرنسية من دول تكون اللغتان هي اللغة الأم لديهم، أو على الأقل ان تكون حاضرة بصورة كبيرة، كما هو الحال في دول المغرب العربي بالنسبة للغة الفرنسية واللغة الانكليزية في الهند والفيلبين، عندها نكون قد زرعنا البذور العلمية وعلينا انتظار الحصاد العلمي عبر مخرجات التعليم.
نعم لا بد من تغيير أو تطوير الكثير من المناهج في الكويت، مع ضرورة التأكيد على أهمية تأصيل الهوية الإسلامية والعربية والخصوصية الكويتية، فهي ثوابت يجب أن يتم ترسيخها في التعليم.

* كاتب وفنان تشكيلي

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي