خلال المنتدى الاقتصادي الكويتي - الكوري في «الغرفة»
الغانم: يتعذّر الكلام عن رؤى تنموية جادة بعيداً عن التعاون بين القطاعين العام والخاص


الكويت تستثمر سنوياً أكثر من 900 مليون دولار في كوريا الجنوبية
أهم محطات العلاقة موقف سيول الصلب بتأييد الحق الكويتي
17 شركة كورية تنفّذ مشاريع في الكويت بكلفة 30 مليار دولار
ناكيون: الكويت ساعدتنا في التغلب على أزمة الطاقة
أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة، علي محمد ثنيان الغانم، أن بيئة الأعمال في الكويت تعيش مرحلة من التحسّن المستمر، على مستوى الإجراءات وتوظيف التقنيات، وعلى صعيد الوعي الصادق والإقرار العميق بأن نهضة الدولة قامت أساساً على تعاون القطاعين العام والخاص في إطار الحرية الاقتصادية.
كلام الغانم جاء خلال المنتدى الاقتصادي الكويتي - الكوري، الذي عقدته «الغرفة» بمناسبة زيارة رئيس الوزراء الكوري الجنوبي لي ناكيون، والوفد الاقتصادي إلى الكويت.
واعتبر الغانم أنه «من المتعذر الكلام عن رؤى اقتصادية تنموية جادة، بعيداً عن هذا التعاون بين القطاعين العام والخاص، وخارج هذا الإطار، غير أن مفهوم القطاع الخاص أصبح اليوم أشمل وأرحب، بعدما أدرك الجميع أن الانفتاح على الاستثمارات الأجنبية وشركاء التنمية، أصبح شرطاً لازماً لنجاح القطاع الخاص، وبعد تطوير التشريعات والسياسات لتخدم هذا المفهوم وتتسع له».
وأوضح أن الكويت تستثمر سنوياً أكثر من 900 مليون دولار في كوريا الجنوبية، في المجالات المالية، والمصرفية، والنفطية.
وقال إن «الكويت كانت أول دول المنطقة في الانفتاح على الشركات، والعمالة الكورية، للمساهمة في النهضة التجارية والعمرانية، وإنجاز العديد من مشاريع البنية الأساسية، من الطرق السريعة إلى ناقلات النفط، مروراً بالكهرباء، والمياه، والمستشفيات وغيرها».
ولفت إلى أن أهم محطتين في مسيرة العلاقة بين الدولتين، هما الموقف الكوري الصلب في تأييد الحق الكويتي عام 1990، والزيارة التي قام بها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى سيول منتصف يوليو 2004، مترئساً وفداً رسمياً واقتصادياً كبير الحجم والأهمية، في باكورة إعلان التوجه الاقتصادي للدبلوماسية الكويتية.
وأضاف أن أهم نتائج الزيارة شملت توقيع اتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمار، وتطوير اتفاقية تعزيز التعاون الاقتصادي، والفني، والتبادل التجاري، ومذكرة التفاهم للتعاون في مجال البيئة.
نهضة صناعية
وبيّن الغانم أن النهضة الصناعية المبهرة التي شهدتها كوريا الجنوبية، والتطور الكبير في إنتاج النفط ومرافقه في الكويت، أدّيا إلى تعاون متميز بين الدولتين على مستوى قطاع النفط، ما جعل الكويت ثاني موردي الطاقة إلى كوريا الجنوبية، الأمر الذي ارتقى بحجم التبادل التجاري بين البلدين إلى نحو 14 مليار دولار عام 2018، منها 1.3 مليار دولار صادرات كورية، ونحو 300 مليون دولار صادرات سلعية كويتية، وأكثر من 12 مليار دولار إمدادات نفطية.
وأفاد أنه في الوقت ذاته، تقوم نحو 17 شركة كورية عملاقة في قطاعات الهندسة والإنشاءات والمعدات والطاقة، بتنفيذ مشاريع في الكويت، تصل تكاليفها إلى 30 مليار دولار.
وأضاف الغانم «لست بحاجة الى أن أحدَّث حضورنا الكويتي عن التجربة التنموية الكورية، فليس بيننا من لا يعرف إعجازها، ويُعجَب بإنجازها، ويتمنى الاستفادة منها، من حيث الثقافة التنموية، وآلية بناء القرارات الاقتصادية».
وأكد في الوقت ذاته أنه «ليس بحاجة لأن يتحدث إلى الضيوف عن الاقتصاد الكويتي، لأن تواجدهم الفعلي القوي والمتطور في معظم الأنشطة الاقتصادية في البلاد، لا يمكن إلا أن يكون مستنداً لمعلومات كافية وصورة كاملة وخبرة غنيّة ومتجدّدة».
وذكر أن المنتدى يعقد بالتزامن مع افتتاح جسر جابر، الذي تعاونت الكويت وكوريا على تنفيذه، ليكون من أحدث وأطول وأجدى الجسور في المنطقة، مضيفاً «نجتمع في رحاب بناء جسر، والجسور هي من رموز الانفتاح والتواصل والتعاون والسلام، على عكس بناء الجدران والأسوار التي تعبّر غالباً عن ضيق الصدر، وضيق الفكر، وتجدِّف عبثاً عكس تيارات العِلم وحركة التاريخ».
بدوره، أكد رئيس وزراء كوريا الجنوبية، لي ناكيون، عمق العلاقات بين البلدين في وقت يسجل فيه هذا العام ذكرى مرور 40 عاماً على هذه العلاقة المميزة، والتي اتسمت بالصداقة والمساعدة في أوقات الأزمات.
وأشار إلى الدور الكويتي في تمكين كوريا من التغلب على أزمة الطاقة التي واجهتها في وقت سابق، مؤكداً أن علاقة الصداقة بين البلدين أثبتت عمقها مع تقديم كوريا الجنوبية المساندة للكويت أثناء الغزو العراقي، بإرسالها القوارب الطبية إلى جانب الدعم المالي، والمساهمة في إعادة الإعمار، آملاً أن يستمر هذا التعاون بشكل أكبر في المستقبل.
وأوضح ناكيون أن زيارته الحالية للكويت أظهرت واقعاً كويتياً مميزاً، مبيناً أنه بعد 10 سنوات من زيارته السابقة ضمن الوفد البرلماني الكوري، وجد خلال هذه الزيارة بلداً يتمتع بالاستقرار والتقدّم.
كونغ
من جانبه، أعرب نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة في كوريا الجنوبية، هو منغ كونغ، عن سعادته بتواجده خلال المنتدى الاقتصادي الكويتي - الكوري، والتواصل مع مختلف الشركات ورجال الأعمال من البلدين، مؤكداً أن كوريا الجنوبية تعد شريكاً اقتصادياً قديماً وقوياً مع الكويت.
وأشار كونغ إلى أن هذه العلاقة تأخذ بعداً اقتصادياً واضحاً، لاسيما مع تواجد الشركات الكورية في الكويت لتنفيذ المشاريع المهمة في البنية التحتية، ووجود العمالة الكورية الذي انعكس بشكل ملحوظ على حركة الاقتصاد المحلي.
وبيّن أن كوريا شاركت الكويت في بناء الجسور، ومشاريع البنية التحتية المختلفة، وهي تتطلع إلى استمرار تنفيذ المزيد من المشاريع وخصوصاً في مجال الصحة والتكنولوجيا.
مكانة إنسانية
أشار ناكيون إلى أن تسمية سمو الأمير قائداً للعمل الإنساني، وتسمية الكويت كمركز إنساني عالمي من قبل الأمم المتحدة، تأتيان تقديراً لجهود الدولة التي تمضي نحو الازدهار لا سيما مع وضعها خطة تنموية طموحة متمثلة في رؤية 2035.
وقال يون «التقيت سمو الأمير وأكدت له أن كوريا الجنوبية تعد شريكاً في هذه الخطة، كما أشرت إلى ضرورة استئناف اللجنة المشتركة بين البلدين، وإنشاء لجنة تعنى بإستراتيجية الرؤية».
ولفت يون إلى أنه قدّم عدداً من المقترحات لتعزيز التعاون بين البلدين، لا سيما على مستوى البنية التحتية، مع تمتع كوريا الجنوبية بالتقنيات المطلوبة في البناء والنقل.
وكشف عن ضرورة فتح مجال آخر من التعاون في الطب والصحة والطاقة الجديدة، وعلى مستوى الاستثمار والتكنولوجيا، مشدّداً على أهمية تعزيز العلاقة في نطاق التعاون ما بين رجال الأعمال، آملاً أن تشهد العلاقة المزيد من التواصل.