أصبوحة

الإسلاموفوبيا

تصغير
تكبير

ألا يجدر بالسياسيين وأصحاب القرار، بأن يستعينوا بمختصين في المجالات المختلفة؟ إذ رغم ذكائهم وحنكتهم السياسية والإدارية، قد يظهرون بمظهر المثير للسخرية، عندما يتحدثون في أمور هي ليست من اختصاصهم.
أقول ذلك بسبب الاستخدام المفرط لمصطلح «الاسلاموفوبيا»، من قبل بعض السياسيين من دون فهم وإدراك للمصطلح، وقد وردت في بيان ختامي أو مقررات لاجتماع او مؤتمر عربي إسلامي، عبارة «محاربة الاسلاموفوبيا في العالم»، وكأن الاسلاموفوبيا حركة عدائية، أو ظاهرة تشكل خطراً على الإسلام.
وحقيقة الأمر أن الإسلاموفوبيا التي ظهرت منذ أحداث 11 سبتمبر 2001، والتي أرعبت الشعب الأميركي بل وشعوب أوروبا، ما هي سوى فوبيا أو خوف من حالة محددة، مثل فوبيا المصاعد أو الطائرة أو الأماكن المغلقة، وغيرها الكثير من الأمور التي تسبب فزعاً لدى المصاب بالفوبيا، وهنا الاسلاموفوبيا تعني الخوف والفزع من الإسلام والإسلاميين، وبالأخص مظاهر التشدد، أو الملابس الأفغانية التي تذكر بطالبان، حيث ظل المتشددون والإرهابيون يستخدمون هذا الزي، وبالطبع ساهمت السينما والدعاية السياسية، في ترسيخ علاقة الزي والشكل بالإرهاب.
وطالما الواقع متغير ومتحرك، فمن الطبيعي أن تظهر أنواع جديدة من الفوبيا، وقد ذكرت في ذات مقال: أنه بعد سن قانون البصمة الوراثية، ظهرت في الكويت بالذات فوبيا من هذا الأمر، كما أن فوبيا الغزو العراقي ما زال يعاني منها بعض من عايشه، وهناك فوبيا قد تصيب الكتاب والأدباء، وهي فوبيا الصفحة البيضاء، وكل هذه الأنواع من الفوبيا تعالج بواسطة الاختصاصيين النفسيين.
والإسلاموفوبيا لها علاقة قديمة عند البشر بالخوف من الغرباء، أو المختلفين في لونهم أو أشكالهم أو هيئاتهم وأجسادهم، ففي عقود سابقة مثلاً، تشكلت فوبيا في أميركا من السود، على اعتبار أن جميعهم مجرمون وقتلة.
ولنتذكر أن الإسلام السياسي المتشدد، والغلو فيه منذ ثمانينات القرن الماضي، هو ما خلق هذه الفوبيا من الإسلام.
إذاً الإسلاموفوبيا لا تحتاج إلى محاربة، بل تحتاج إلى علاج يبدأ عندنا، لتصحيح النظرة للإسلام ومفاهيمه في المحبة والسلام والسماحة، ويبدأ في المناهج الدراسية، التي غسلت أدمغة أطفالنا، وكذلك في المساجد، والبرامج التلفزيونية وفي الثقافة والحياة العامة.

osbohatw@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي