رواق

جومو يا فومو

تصغير
تكبير

لا علاقة لعنوان المقال بالسحر والشعوذة، بل له علاقة، ربما بالفيزياء... فيزياء! نعم بحسب قانون نيوتن الثالث وهو أحد قوانين الحركة، التي وضعها إسحاق نيوتن وينص على التالي: «لكل فعل رد فعل، يساويه في الشدة، ويعاكسه في الاتجاه».
عرفنا نيوتن وقانونه الفيزيائي، ولكن ما علاقته بعنوان المقال؟ وما هو الجومو ومن هو الفومو؟
تعالوا نتذكر الفومو أولا وهو باختصار: «FOMO: fear of missing out» بالعربي: الخوف من عدم مواكبة مستجدات الأحداث، وهي أحداث عابرة لا قضايا كبرى، على سبيل المثال: افتتاح مقهى أو مطعم جديد، بالكويتي الفصيح «ما يطوفهم شي».


وهذا المصطلح برز فعلا قبل نحو العامين، أما الآن فجاء دور رد الفعل بحسم العم نيوتن وذلك عبر المصطلح الجديد: جومو «JOMO: joy of missing out» أي ايجاد المتعة في الانعزال واعتزال الحياة الاجتماعية و«تطوّيف ما لا يتطوف» مهما بلغت أهميته، فالمصابون بالجومو يفضلون البقاء في البيت على حضور حفل ضخم، مهما بلغت أهميته ولو علموا بأنه قد يكون زفاف القرن!
يفضلون الاختفاء على الاحتفاء، والمخاطرة بفقدان ما لا يتعوض من متعة حولهم، من وجهة نظر غيرهم، لأنهم - وبكل صدق مع النفس - يجدون المتعة في عدم الاهتمام بمحط اهتمام الجميع.
قبل عامين ذكرنا في مقال مماثل أن كل الكويتيين تقريباً، إلا من رحم ربي، مصابون بالفومو بطريقة أو بأخرى، لاحظنا إصابة الكويتيات تحديداً بعد أن اختفى الرجال عن المشهد العام، وصارت معظم أماكن «القز» الحديثة والمعاصرة محتلة من قبل العنصر النسائي، الذي أزاح العنصر الرجالي عن المشهد العام.
تساءلنا غير مرة: «فين الرجالة؟» ثم اكتشفنا أنهم في ديوانياتهم، يمارسون أقصى حالات الجومو، يضيقون دائرتهم الاجتماعية، ليتسع لهم الفضاء، بعد أن اكتشفوا أنه كلما اتسع ضاق بهم وكتم على أنفاسهم.
صحيح أن الفومو - رغم انتشاره - ليس حكراً على النساء، والجومو ليس حكراً على الرجال، ولو احتل كل طرف غالبية الحالة المعاكسة، لكن هذه ليست المسألة، لكن المسألة بل والمشكلة الحقيقية ارتباط الرجل الجومو بالمرأة الفومو والعكس صحيح، عندها تسقط كل نظريات الفيزياء بأن الأقطاب المتعاكسة تتجاذب!
والعكس بالعكس يذكر، قد يصبح «الفومو هو الجومو» إذا زهق لكن الجومو لا يعود فومو... أبداً بل يتعود.
اخيراً ليست المشكلة في الفومو ولا في الجومو، إذا وجد الطرفان متعتهما سواء في مواكبة الأحداث أو اعتزالها، لكن الكارثة أن تفتقد المتعة، سواء واكبت الأحداث أو اعتزلتها، فتتساوى في عدم تأثيرها عليك... حتى التبلد!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي