«تغيير زعامة»... في مانشستر

No Image
تصغير
تكبير

لم يكن مدرب فريق مانشستر سيتي الإنكليزي لكرة القدم، الإسباني جوسيب غوارديولا، مخطئاً عندما بدا واثقاً من قدرة لاعبيه على تجاوز عقبة «الجار» مانشستر يونايتد، في المباراة المؤجلة من المرحلة 31 للدوري الممتاز، أول من أمس، على استاد «أولد ترافورد».
ثقة «بيب» لم تأتِ فقط من علمه بقدرات لاعبيه، بل انطلقت من «لغة الأرقام» التي يتقنها.
فمنذ العام 2011، عجز «يونايتد» عن تحقيق الفوز أكثر من مرة واحدة على «سيتي» في «أولد ترافورد»، وهو ما يثبت ما جاء على لسان غوارديولا لجهة أن الرحلة الى ذاك الاستاد «لا تخيف» الـ«سيتيزنس»، وهو ما ارتسم في النتيجة التي آلت إليها المباراة وتمثلت في فوز الضيوف بثنائية بيضاء.


لا شك في أن المعادلة في مدينة مانشستر اختلفت عمّا كانت عليه في ما مضى حين كان «سيتي» يعيش في ظل «يونايتد»، وخير دليل على ذلك أن «السماوي» لم يحقق الفوز في «أولد ترافورد» إلا في مناسبة واحدة خلال 37 سنة، قبل العام 2011.
نجح «سيتي»، يوماً بعد يوم، منذ انتقال ملكيته إلى «الإمارات»، في زعزعة زعامة «يونايتد» على المدينة، وصولاً إلى تجاوزه ولعب أدوار متقدمة في المنافسة على الألقاب المحلية.
مساء أول من أمس، انتزع مانشستر سيتي حامل اللقب صدارة الدوري الممتاز، على حساب مانشستر يونايتد، بفارق نقطة أمام ليفربول، ما يجعل مصير اللقب بين يدي فريق غوارديولا مع تبقي ثلاث مراحل فقط على نهاية الموسم «المجنون».
وفي الوقت الذي يتوجه فيه «سيتي» نحو تحقيق الرباعية، بعد فوزه بالدرع (كأس السوبر المحلية) وكأس رابطة الأندية المحترفة وبلوغه نهائي كأس الاتحاد الانكليزي واحتلاله قمة الدوري الممتاز، تجد «الشياطين الحمر» يتعرضون لنكسة إضافية في سعيهم لإنهاء الموسم في أحد المراكز الأربعة الأولى في الـ«بريمير ليغ» المؤهلة الى دوري أبطال أوروبا، في الموسم المقبل.
بدا «سيتي» أكثر إصراراً من جاره، ولا نتحدث هنا عما جرى أول من أمس، بل منذ مواسم عدة. وما عزز الفوارق بين الجانبين هو تعاقد «سيتي» مع غوارديولا الذي لم يكتف بتحقيق الألقاب، بل جعل الفريق محط أنظار بفضل الأداء السلس الذي يقدمه لاعبوه في دوري صعب وقوي.
ويظهر الإصرار أيضاً في أن «الفريق الأزرق» حقق 11 فوزاً متتالياً في الدوري المحلي، آخرها على «يونايتد»، في موسم لم يخسر فيه سوى مرتين في المسابقة، بينما تلقى «الشياطين الحمر» خسارتهم السابعة في آخر تسع مباريات في مختلف المسابقات، في تراكم للنتائج السلبية بعد البداية الإيجابية لمدربه النروجي أولي غونار سولسكاير.
صحيح أن الخروج من الدور ربع النهائي لدوري الأبطال أمام توتنهام هوتسبير مثّل نكسة بالنسبة الى «بيب»، بيد أن تركيز الفريق على الدوري المحلي سيمنحه الأفضلية على حساب ليفربول المدعو لمواجهتين معقدتين أمام برشلونة الإسباني في الدور نصف النهائي من البطولة القارية.
«بيب» قال بعد الفوز على «يونايتد»: «من المهم أن نبقى هادئين. لم نصبح بعد أبطالا للدوري ولا تزال أمامنا ثلاث مباريات صعبة. الأمر (المنافسة) مذهل بالنظر الى عدد النقاط الذي جمعناه نحن وليفربول» (89 مقابل 88).
ورأى: «الآن، نذهب الى بيرنلي (الأحد)، وندرك مدى صعوبة الأمور هناك. من المهم المحافظة على هدوئنا. الفريقان يستحقان اللقب، لكن من غير الممكن أن يتوجا معا. الفريق الذي سيخسر لا يجب أن يندم لأنه قدم كل شيء. بفوز كهذا (على مانشستر يونايتد)، علينا ان نحتفل لأقصى حد، لكن علينا أن نبقى هادئين».
وكشف غوارديولا أنه قال للاعبيه: «لا تقرأوا، لا تشاهدوا الشاشات، ارتاحوا فقط ونالوا قسطا وافرا من النوم ولنتجه لخوض مباراة بيرنلي».
وتبقى ثلاث جولاعت حتى نهاية الموسم، اذ يخوض ليفربول مباراتين على أرضه ضد هادرسفيلد وولفرهامبتون، تتوسطهما زيارة الى نيوكاسل، بينما يخوض «سيتي» مباراتين خارج أرضه ضد بيرنلي وبرايتون، تتوسطهما استضافة ليستر سيتي.
لا خلاف على أن التطلعات هي ما يحدد عظمة هذا النادي وذاك.
وفي مدينة مانشستر اليوم، نادٍ يصبو إلى زعامة محلية وقارية، ونادٍ يتطلع الى حجز موطئ قدم بين الكبار.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي