ربيع الكلمات

الواسطة... قبل الكفاءة

تصغير
تكبير

ظاهرة كانت موجودة منذ القدم، ولكن الآن أصبحت ملفتة بشكل واضح... وفج وممجوج، وهو شكر النواب بشكل علني وأمام الجميع من دون أي اعتبارات للذوق العام على توسط النائب للقبول في هذه الوظيفة، في الشوارع وفِي وسائل التواصل الاجتماعي تجد إعلانات الشكر!
معنى هذا الكلام أنك غير مستحق لهذه الوظيفة يا من تضع إعلان الشكر المدفوع، أو معدلك لا يسمح لك القبول كون هناك معدلات أعلى منك، هو اجتهد ليل نهار ليتفوق، أما أنت فتوسط لك نائب وأدخلك هذه الوظيفة، يعني الموضوع ما هي شطارة منك، أو كيف ستمارس وظيفتك بحيادية!
ما يحصل هو قتل لطموح الشباب الحاليين ومن هم في المدارس حالياً، لأن الأصل لا تمييز بين الشباب إلا من باب الكفاءة وليس الواسطة والمحسوبية، وتجب محاسبة المتسبب في هذا الأمر الذي تسبب في قتل طموحهم.


القصص عن الواسطات هذه الأيام لا تكاد تنتهي، فما ان أجلس في مجلس أو ديوانية إلا وأسمع عن قصص كثيرة لأناس أخذوا حقوق الآخرين عن طريق الواسطة.
قيادي تبدو عليه علامات الصلاح والورع، ولكنه يتوسط لشخص لا يستحق أن يكون رئيس قسم، فيضعه في أعلى المناصب القيادية والإدارية، وآخر تعتقد أنه قائد إداري ناجح فتجده يرمي بعرض الحائط كل اللوائح الإدارية، فقط من أجل توريث شخص آخر للمنصب بعيداً عن كل معايير الكفاءة.
إنها صفة المجتمعات المريضة، والرأي العام عندما لا يتحدث عن مواطن الخلل، ولا تكون لديه مجسات تستشرف هذه الأمراض، ومتى ما شعرنا بالآخرين واننا أخذنا حقهم فهذا يعني وجود ضمير حي، ولكن أسوأ ما في الأمر هو أننا بدأنا نشرع هذه الواسطة والتي تعني الفساد، لأننا عندما نلجأ إليها فهذا يعني أن صاحب الحق لن يصل لحقه، ومن يستحق المنصب لن يأخذه، والخاسر الأكبر هو الوطن الذي يحتاج إلى كل جهد وكفاءة بعيداً عن المجاملة والمحاباة، ولو كنا ندير شركاتنا الخاصة لأتينا بأفضل الكفاءات، فما بالنا عندما نُستأمن ونُدير نضع أقل وأسوأ الناس!
الواسطة مرض في جسد الوطن يجب استئصاله، وهي تفرق بين أبناء المجتمع الواحد، لأنها تسرق أحلام المتفوقين والناجحين، وهي سبب لانتشار الحقد والحسد بسبب الظلم الذي يقع على البعض.
ومن نافلة القول يجب أن نشكر معالي وزير النفط، لأنه يمثل وجها ونهجا إيجابيا لم نتعود عليه في محاربة هذا المرض الاجتماعي وهو «الواسطة»، وقبول من تنطبق عليهم الشروط فقط دون الاستجابة للرضوخ والابتزاز، وعدم وجود تمايز بين المتقدمين. وتم قبول جميع الناجحين في اختبار تخصص هندسة البترول في شركة النفط.
ورغم الواقع المرير في توظيف الشباب الكويتي، تبقى هناك جهود تستحق الإشادة مثل ما يقوم به وزير النفط، نتمنى من كل الوزارات والجهات أن تأخذ هذا المسار الإصلاحي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي