يتقمص بعض الأشخاص من مدّعي البطولة والوطنية شخصيات أمثال المهاتما غاندي، ونيلسون مانديلا، وأحمد بن بيلا، والكثير من الرموز الوطنية، ويحلمون بالوصول إلى كرسي الحكم ولكن من دون قطرة دمع أو نقطة عرق أو أي معاناة، فقط كلام مرسل ودغدغة لمشاعر البسطاء.
كتب أحدهم أخيراً أن أحلى أغنية لديه هي ما تغنيها الشعوب هذه الأيام مرددة: (الشعب يريد إسقاط النظام)، وهذا الشخص يعيش هارباً خارج بلاده دون أن نعلم سبب هروبه، ويقيم في بلد سجن حكامه عشرات الآلاف، منهم أكثر من ألف قاضٍ، وألف من أساتذة الجامعات، فقط لأنهم طالبوا بتغيير النظام.
ومثل هذا للأسف كثيرون ادّعوا الشجاعة والوطنية ولعبوا دور بطولة زائفاً وعند أول صيحة للقانون هجّوا من بلدهم «هجَّة» العصافير المرعوبة من صوت الرعد، ولجأوا إلى بلدان أخرى، دون أن ندري من يمولهم أو يشجعهم، وليتهم كفّوا شرّهم وأسكتوا أصواتهم لعلنا ننساهم، لكنهم عادوا لبثّ الإشاعات والإساءات لوطنهم شعباً وحكاماً، وكأنّ لا حل إلا بأيديهم.