أفا... سطل!

هناك مثل عربي يقول: «تمخّض الجبل فولد فأراً»، وقصة هذا المثل أنه «كان هناك جماعة من البدو الرحّل، مسافرين عبر إحدى الوديان، وحين شعورهم بالتعب من السفر، قرروا نصب خيمتهم في مكان في الوادي بالقرب من الجبل، وبينما هم جالسون يتناولون القهوة شاهدوا بعض الرمال والحجارة الصغيرة تتساقط من فوق الجبل، فشعر جميع الجالسين بالخوف الشديد، ظناً منهم أن هناك زلزالاً أو بركاناً قادماً، فنهض الجميع مسرعين وابتعدوا بعض الشيء عن المكان وقاموا بمراقبة الجبل جيداً، وبعد قليل خرج من أحد الجحور في الجبل فأر مرّ من أمامهم مسرعاً إلى الجانب الآخر من الوادي، فضحك الجميع، وقال أحد كبار السن ممن كان مع البدو الرُحل: (تمخض الجبل فولد فأراً). فأصبح مثلاً يقال عندما ينتظر ويتأمل أحدنا شيئاً من شخص ما أو جهة ما، فيجد أن الخيبة حاصرته من كل جهة لأن الذي وصله أقل بكثير من الذي كان ينتظره»!
حكاية هذا المثل تنطبق تماماً على ما جاء على لسان المهندسة رئيسة الحملة الخليجية للترشيد، عبر لقاء معها كان على قناة تلفزيون الكويت، عن الخطة المقررة للمساهمة في ترشيد المياه وتغيير سلوك المواطنين والمقيمين حول استبدال هوز الماء الموجود في البيوت بالسطل عن طريق توزيعه على المواطنين! وذلك بالتعاون مع المجلس الأعلى للتخطيط.
فبينما ينتظر المواطنون بشغف كبير استجابة الحكومة الكويتية للمطلب الشعبي المتعلق بإسقاط القروض، تفاجأنا الحكومة الرشيدة بمجلسها الأعلى بتوزيع سطل على كل بيت كويتي!

فلا أعرف حتى الآن كيف تفكر حكومتنا، ولا أعلم أي تطور أو أي تنمية أو تقدم أو أي ازدهار سنحقق في الكويت باستبدال الهوز بالسطل! عقول مسؤولينا في الكويت تريد إرجاعنا لزمن السطل، بينما كل الأمم حولنا تجاوزت عالم السطل منذ ما لا يقل عن 30 عاما! فإن كان مجلسنا الأعلى للتخطيط يفكر بهذه العقلية، فبالله عليكم ماذا عسانا ننتظر؟!