خواطر قلم

«كُبّر»... جزيرة الفساد!

تصغير
تكبير

تداول نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي فيديو يحتوي على مشاهد لا أخلاقية، قيل إن مكان تصويره جزيرة كُبّر الكويتية.
وجزيرة كبّر غير المأهولة يقصدها أحياناً بعض الباحثين عن الحرام، ولعل الفيديو الذي انتشر ينقل جزءاً من حقيقة مروعة، نساء ورجال عرايا يرقصون على أصوات موسيقى صاخبة بمنظر اختلاط مقيت يكشف - بما لا لبس فيه - أن الشيطان كان حاضراً وبقوة هناك.
وقبل حادثة التفسخ الأخلاقي هذه، كتب أفاضل ولمرات عدة أن أرض هذه الجزيرة أصبحت مرتعاً لكل أصناف الحرام، وأن آثار الجرائم المُرتكبة هناك شاهدة على حجم العفن الأخلاقي، خصوصاً وأن من ينتهك أحكام الدين يترك خلفه زجاجات الخمر الفارغة وبعض الملابس النسائية ومواد تستخدم في ممارسة الرذيلة.
الأصوات المستنكرة لهذه السلوكيات الفاضحة، لم تجد من يستمع إليها ويوقف العبث في هذه الجزيرة وغيرها، حتى وصل بنا الحال لأن تكون أرضها مقصد طالبي الحرام بأعداد قُدِّرَت بالعشرات من الشباب والفتيات، بل والأدهى والأمرّ أن الشكاوى من هذه الحال البائسة لم تتوقف، لكن يبدو أن المسؤولين عن منع مظاهر التفسخ الأخلاقي لم تصلهم هذه الشكاوى.
إن المحافظة على القيم الأخلاقية للمجتمع من أعظم الواجبات، وهي السبب الرئيس الذي به تُحفظ الأمم، وما عانت بلدان من التشرذم والسقوط والتفكك، الذي أضعفها إلا نتاج انتشار الفواحش ما أدى إلى التفكك الأسري، بل وتلاشي منظومة الأسرة وعزوف الشباب عن الزواج الحلال، الذي تكتمل به مسيرة الحياة.
الظواهر اللا أخلاقية الدخيلة على مجتمعنا، باتت تهدد قيمنا ومفاهيمنا وعاداتنا، وأصبحنا وكأننا غرباء في وطننا.
الدعوات الرامية إلى نشر ثقافة العري والاختلاط، وما انضم إليها أخيراً من أصوات نشاز في محاربة الحجاب بدعوى الحرية، هي ولا شك دعوات باطلة مريضة تفوح منها رائحة الشهوات الغليظة غير المنضبطة بأحكام الشرع ولا متقيدة بقيم المجتمع وأخلاقياته، ويقع على عاتقنا جميعا التصدى لمثل هذه السلوكيات الخطيرة منعا لتطبيعها والاتجار بها وتحولها إلى عمل «مافيوي»، بغية تصدع المجتمع وسقوط أبنائنا في مستنقع الهاوية الشهوانية.
الأخلاق يا سادة هي سور حماية الأوطان، فإذا فقدنا قيمنا وأخلاقنا نكون قد فقدنا كل شيء.
ورحم الله أحمد شوقي القائل:
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم
فأقم عليهم مأتماً وعويلا!

‏@mh_awadi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي