حروف مبعثرة

أمسية مرعبة...

No Image
تصغير
تكبير

برق ورعد يخترق حواسي! صاعقة عطلت قدرات التصفح وأظلمت «الغوغل» في ذهني وحوّلت قلبي المرتجف إلى الفتاة التي ألفتها في مرآة منذ... دهر.
فتاة تنظر إلى باب خزانة متوقعة أن يخرج منها «تشاكي»... ولِمَ لا؟ ومئات الدمى مسجونة في ذلك الصندوق المقفل المستطيل! قد تغضب إحداها وتتحول إلى قاتلة!
ماذا لو قرر فريدي كروغر بكنزته المقلمة وشفرات يده النقر على زجاج شباكي!


هو الذي صادق خيالي لسنوات عديدة! رافق ضربات قلبي المتسارعة وقلق وأرق حرمني النوم مخافة أن يتحول سريري إلى بركة مائية يغرقني فيها!
ضحكة شتتت تركيزي. همسات تدعوني للنظر إلى الخارج! وسط المطر ألوان انعكست قوس قزح لونت نافذتي! ركزت بالألوان، فإذا بها دائرية... تشبه... البالونات...
بالونات مهرج... يدعى إت!
قفزت من مكاني مبتعدة أمتاراً عدة، كي لا تصل يد حامل البالونات إليّ.
كفى ندين... إنه تأثير طقس وأفلام سينما بقيت في الذاكرة منذ الثمانينات والتسعينات.
غريب أمر أفلام الرعب! تحرك فينا أدرينالين ومشاعر بقدر قوتها قد تتحول إلى مؤلمة، ومع ذلك نصرّ على متابعتها!
تذكرت أحد لقاءاتي بالمخرج العالمي مصطفى العقاد في ندوة أقيمت في جامعتي في بيروت في بداية التسعينات، سألته عن السبب في اتجاهه لإنتاج أفلام الرعب (هالووين)، فقال لي إن هناك إقبالاً على أفلام الرعب ولاحظ ذلك من خلال اهتمامات ابنه وأصدقائه، أي الجيل الجديد.
جيل تغير ميوله في السنوات الأخيرة ليأخذ بطل الأكشن مكان جايسون وكاندي مان إلخ... إنتاج هذا النوع من الأفلام تراجع مقابل أسلحة وقتال وحرب إما عسكرية أو حرب عصابات وأحياناً كثيرة فضائية.
سألت نفسي لِمَ لا تتخيلين مثلاً «اي تي» اللطيف؟! لِمَ عليك التفكير بتلك الشخصيات المخيفة! جيسن بورن أيضاً منقذ ومحب وقد ينتشلك إن هاجمك الكاونت دراكولا.
بحثت عن سبب لأفكاري ولوجود تلك الوجوه المتوارية خلف طقس عاصف، فتذكرت أنني منذ ساعات بحثت عن فيلم سينمائي جدير بالمشاهدة فتفاجأت بكمّ هائل من أفلام الرعب في الصالات.
قد تكون جائزة أوسكار هذا العام غيّرت مجدداً المعادلة وأعادت الرعب إلى الصفوف الأمامية، من خلال فيلم «غت آوت» ورسالة واضحة إلى هوليوود أن هذا هو النوع الذي يحتاجه الجمهور حالياً.
هوليوود مثل العقاد، تلقفت الرسالة، خصوصاً أن هذا النوع لا يحتاج ميزانيات ضخمة، ارتكازه لا يتعدى اللعب على حواس المتفرج!
مع ابتعاد الناس عن الشاشات السينمائية والاكتفاء بالإنتاج التلفزيوني على محطات رائجة، بات من الضروري أن تقوم هوليوود بخطوة تعيد مجدها السابق. قد تكون وفرة إنتاج الرعب حالياً بسبب هذا الأمر، فالشاشة المنزلية وإن اتسعت ورافقها نظام صوتي خاص، لا تنافس الشاشة السينمائية وتكنولوجيا الصوت الموجودة حالياً في الصالات... المؤثرات الخاصة تحتاج شاشة... سينما.
لو تصفحت نوعية الأفلام المعروضة في صالات السينما في الكويت أو المقبلة، ستجدها بعددها تؤكد كلامي.
نحن في عهد سينمائي يشبه الثمانينات والتسعينات... ازدهار لأفلام... تحرك مشاعر مشاهد، ليفرغ عواطفه وهلعه مقابل شاشة!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي