أبعاد السطور

وزارة التربية ومواجهة التنمر!

تصغير
تكبير

أحزنني مقطع الفيديو، الذي انتشر وظهر من خلاله طفل يضرب طفلاً آخر في أحد حمامات المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم، حيث بدى الطفل في المقطع يوجه صفعة تلو أخرى لوجه زميله، وهو ممسك بتلابيب قميصه ويشده ليدخله إلى المرحاض، ويتلفظ بعبارات قاسية في حقه.
هذا المقطع - بفضل الله تعالى - وصل سريعاً إلى المسؤولين في وزارة التربية، عن طريق برامج التواصل الاجتماعي، وعلى الحساب الرسمي لوزارة التربية والتعليم في «تويتر» صرحت الوزارة بأنها تعرفت على هوية الطالبين اللذين ظهرا في المقطع، وعلى من قام بتصويره، وعلى المدرسة التي يدرسون بها، وأنها ستقوم بالتحقيق في الواقعة.
في الحقيقة شكراً جزيلاً للطفل المجهول الذي صوّر المقطع، حيث - ومن دون أن يحسبها عدل - أوصل لنا ذلك المقطع من الظلام إلى النور، وإنني متأكد لو كان الطفل الذي صوّر المقطع يعرف بأنه سينتشر بشكل واسع وسرعة فائقة، لما قام من الأساس بتصويره وفضح زميله الطفل المتنمر!


حادثة التنمر هذه جعلت حزمة من الأسئلة تدور في رأسي، منها: ما هو الدور الوقائي لوزارة التربية تجاه التنمر في المدارس، هل قامت وزارة التربية بإعداد خطة تربوية لمواجهة التنمر، هل يوجد ملف خاص بالتنمر لدى وزارة التربية؟
هل هناك إحصائيات ومعلومات متوفرة لدى وزارة التربية متعلقة بالتنمر في كل المدارس التابعة لها من بنين وبنات، هل هناك برامج ومحاضرات وأفلام قصيرة وبروشورات قامت وزارة التربية بإعدادها لمواجهة التنمر؟ في الحقيقة نتمنى من المسؤولين في وزارة التربية والتعليم أن يخرجوا علينا ليطمئنونا عن دورهم في مواجهة تلك الآفة الأخلاقية.
وفي هذه القضية المتعلقة بالتنمر، يبرز الدور المهم لكاميرات المتابعة والرصد، التي على وزارة التربية والتعليم أن تنشرها في المرافق المهمة في جميع مدارسها، حيث من خلال تلك الكاميرات ستكون الأعين مفتحوحة 24 ساعة على الأماكن، التي يحاول أن يمارس فيها الطلبة المتنمرون عدوانيتهم على زملائهم، وستُعرف هوياتهم وستتمكن الوزارة من محاسبتهم ومعالجتهم نفسياً واجتماعياً وتربوياً، وحتماً سينتشر خبر تلك الكاميرات عند جميع الطلبة في المدارس الأمر الذي يحد كثيراً من تنمرهم خوفاً من الفضيحة والعقاب.
في نهاية المقال... يبقى سؤال يتردد في الأذهان: كم - يا ترى- مشهد للتنمر وقع في مدارس وزارة التربية بعيداً عن أعيننا من دون أن يتم تصويره ؟!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي