نفسياسي

تبون كأس العالم؟

تصغير
تكبير

بداية...
أقسم بالله بأغلظ الأيمان لا أقصد بث الإحباط في نفوسكم بهذا المقال، لكنه مقال يتسم بالواقعية المريرة... مع الأسف!
تلقيت - كما الكثيرين - خبر توجه الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» لتقسيم تنظيم كأس العالم 2022 على ثلاث دول بينها الكويت، وهو الخبر الذي يشعر أي مواطن كويتي بالفخر والنشوة للوهلة الأولى، فأي شرف وتكريم رياضي أكبر من أن تحتضن بلد ما جزءاً من الفعالية الأكبر على مستوى العالم في لعبة كرة القدم، لكن، وآه من لكن، تلك الفرحة لا يسعها إلا أن تتحول إلى «تدوده» وقلق... بعد أن «تروح السكرة... وتيي الفكرة»..!


تنظيم البطولات الدولية لا ينحصر بما نشاهده من المباريات الداخلة في تلك الفعالية، فهو عبارة عن عملية كبيرة ومعقدة ذات جوانب أمنية وسياحية واقتصادية بل وحتى سياسية، وهو ما يدفعنا للتساؤل عن مدى جدية الخبر وجدية الفيفا في إسناد تنظيم جزء من هذه الفعالية لبلدنا الحبيب!
بلدي أيها السادة لا يتبنى أساساً أي منهجية سياحية نهائياً، فكل ما نملكه هو عبارة عن بضعة فنادق متناثرة هنا وهناك، وحتى لا ننسى، فمفهوم الفيزا السياحية هو مفهوم غائب عن البلاد، وإن كان مطبقا على خجل ولبعض الجنسيات والكثير من الجنسيات الأخرى غير مسموح لها بدخول البلاد أصلا إلا بـ«كرت زيارة»، فهل ستنقلب سياسة السماح للناس بدخول البلاد بحرية بما يتبعه من تهيئة البنية التحتية والأساسية لاستيعاب الأعداد الهائلة من المشجعين، والمتوقع وصولهم البلاد لهذا الغرض، وآخر اهتماماتي في هذا الموضوع صدقوني هو «نفسية» بعض رجال الأمن والجمارك ممن يستقبلك في المطار!
وبمناسبة الحديث عن المطار...
هل نحن نتحدث عن المطار الجديد أم ما هو موجود حالياً، والذي يصاب بالشلل ويتحول في لحظة إلى ما يشبه «شبرة الخضار» في مواسم الصيف والأعياد، وهل تم - أو سيتم - أخذ موضوع البطولة العالمية هذه في الاعتبار في تجهيزات المطار الجديد... تساؤلات برسم المعنيين!
وبمناسبة المعنيين...
هل فكروا في الأبعاد السياحية لاستضافة بطولة من هذا النوع، نعم إني أتخيل مجموعة من المشجعين الانكليز وهم يتسكعون من شارع لشارع ليطالبوا بما اعتادوا على شربه من منكرات، ليفاجأوا بأن البلد يمنع الخمور، وهذه «مقدور عليها»، لكن ماذا سيفعل «المعنيون» مع راصدي «الظواهر السلبية» ممن سيصيحون بالويل والثبور بسبب تصرفات المشجعين وملابس المشجعات، وغيرها مما يحدث عادة في بطولة كهذه، فهل ستكون هنالك مجموعة من «الضوابط» التي سيتفتق عنها ذهن «معنيينا» للتعامل مع هذا الحدث الكبير...؟!
مرة أخرى... «لا تزعلون» من كلامي...
بس «تبون كأس العالم»؟... تحملوا...!

[email protected]
Twitter: @dralkhadhari

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي