عالمكشوف
اللّهم... اجعله خيراً


«خير اللّهم اجعله خيراً»...
ما أن تطرق الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) الى امكانية ان تستضيف الكويت احدى مجموعات مونديال قطر 2022، حتى بدا الأمر وكأنه حلماً جميلاً ورديّاً انعكس ردةَ فعلٍ إيجابية لدى الجماهير عاشقة «المستديرة الساحرة».الخطوة لاقت ترحيباً من نخب رياضية وسياسية علماً أنها ما زالت في طور المقترح إذ يتطلب موافقة «كونغرس الفيفا» في اجتماعه المقرر في الخامس من يونيو المقبل على زيادة عدد المنتخبات المتأهلة الى نهائيات قطر من 32 الى 48 فريقا.
مهما يكن من أمر، فإن هذا المستجد يعتبر فرصة ذهبية لالتفات الدولة والحكومة الى الرياضة التي عانت اهمالاً رسمياً لسنوات طويلة وضعها في آخر سلم الاولويات والاهتمام وتحت رحمة الصراعات.
نأمل في أن يكون هذا الحلم مقدمة لصياغة مفهوم حقيقي للرياضة في الكويت ولإعادة إحياء البنية التحتية على مستوى المنشآت، وهو امر يشاطرنا فيه الرأي الداعمون للمقترح.
اما المتشائمون وهم كثر، فقد بنوا آراءهم على غياب القناعة المسبقة لدى الحكومة بأهمية الرياضة من خلال تجارب اثبتت فشلها في التعاطي معها خلال العشرين سنة الماضية نتيجة خلافات أدت الى تسليم مقدرات هذا القطاع المهم و«الجمل بمن حمل» إلى من لا يستحق.
ولا بد من التذكير بأن امر الاستضافة ليس في غاية البساطة وان «الفيفا» سيرحب بسهولة بالمقترح، خصوصاً وأن الموافقة ستفرض شروطا وضوابط وطلبات قد يكون بعضها تعجيزياً وغير متاح على ارض الواقع.
وضع الرياضة في الكويت يحتاج الى ثورة سلمية تتمثل في الانتهاء من تشييد ثلاثة استادات على الاقل في اقل من ثلاث سنوات، بالاضافة الى تحقيق متطلبات ايجاد طرق ووسائل نقل حديثة وفنادق واعتماد سياسات تسويق وترويج حديثة وتوفير وسائل ترفيه، وفوق كل ذلك اعداد منتخب قوي بالتزامن مع «نفضة» تعيد الرياضة الى اهلها.
آمال كبيرة وتطلعات طموحة وامنيات «مالها حد» نتمنى ألا تكون مجرد «احلام يقظة» تعيدنا الى واقع مؤلم لرياضة تبحث عن اعتراف «رسمي» بها من قبل الحكومة... ولو حتى في الاحلام.