حروف مبعثرة
حرية...بوتٍ عسكري



ضحكات رنانة يُسمع صداها خارج مسرح من دون كراس خالية! غريب أمر الشعوب، فمن الأسى يرسمون بسمة!
فصول تمثيلية تحرك قضايا قومية سياسية ناقدة ولكن... بسخرية!
صوت نشاز دعسات الأحذية العسكرية جاءت لتقمع الفرح وتكرّس الاضطهاد والقمع!
وقعها كسلاح يُشهر في وجه الحرية، الكلمة، الفن والجمهور! اعتقال فنانين، مخرج وكاتب!
يا ويلنا، من ينسينا واقعنا؟!
ذهول على وجوه مصدومة خائفة! وقسم في القلب من بعضهم بأنها المرة الأخيرة التي يجازفون فيها بمتابعة مسرح... كوميدي... سياسي!
انتقاد نظام استبدادي؟ مَنْ يتجرأ؟! «الويل والثبور وعظائم الأمور» ستواجه المواطن المتحدي! هذا هو الوضع في بلاد لم يعرف أهلها، وبحسب من في السلطة، معنى... الرأي.
الكولونيل «قمعوني» ردد خطاباً يشابه اسمه بمحتواه.
تدافع الناس للخروج من باب مسرح الحرية وعددهم بالمئات! تركوا وراءهم كل ما يحملونه، حتى حقائب اليد غير عابئين بما تحتويه ولو كانت... هوية.
ضربات عصا مجندة على خاصرات الممثلين! وأياد فولاذية أطبقت على معاصم كل المشاركين في المسرحية!
هي مشاهد سمعنا عنها ورأيناها تتكرر في أوطان أبنائها ممنوع عليهم التفكير... كيف يفكرون وهناك من بالإجبار قرر أن يفكر عنهم.
عبر التاريخ، ومنذ عهد الرومان، والحركات المسرحية تعاني إما الازدهار أو الانحدار!
لطالما عبرت عما لا يستطيع المواطن النطق به... آمال شعوب تبحث عن الحرية.
ازدهار مرتبط بانكسار ووضع غير سوي خارج نطاق الفن.
الأزمات السياسية والعسكرية كالحرب العالمية الأولى وتلتها الحرب العالمية الثانية، أعطت قوة غير عادية للمسرح، وكذلك الحرب الباردة. من الأزمات تمخض إبداع وتعبير.
مسرح بريطاني توقف لـ18 عاماً بسبب حكم متشدد... انتكاسات فنية عالمية!
بريخت، شكسبير، ميلر أعظم من قدم المسرحيات السياسية.
أدولف هتلر مارس دكتاتوريته على الفنون بشكل عام أثناء حكمه، وكذلك فعل بعض الحكام العسكريين في أميركا اللاتينية.
مسرح سياسي مزدهر حالياً في بلاد ومتراجع في بلاد أخرى!
من «The Jungle» إلى «Translation». وقائع تعكس ما نعيشه. في «Translation»، عبرة بأنك لو أردت إبادة شعب عليك بتغيير لغته أو فرض لغة جديدة، وبذلك تمحي ذاكرة، ثقافة وهوية!
المسرح بوق وعي يردد على مسمع جمهور إما يستفيد منه أو يدير ظهره خوفاً من بوتٍ عسكري... حذاء تبدّل ليصبح قلم رقيب بشكل عصري!