اجتهادات

الحكومة تعيش الوهم

تصغير
تكبير

«الحكومة تبيع الوهم»... هو العنوان الأبرز الذي جاء على صدر صحيفة «الراي» - الأربعاء الماضي - في وصفها للجهود الحكومية لمعالجة القضية الإسكانية على وقع مناقشة مجلس الأمة هذه القضية في جلسته الثلاثاء الماضي! ولعل الزملاء عندما اختاروا عنوان الخبر، فقد استطاعوا - وبشكل مباشر - أن يصيبوا كبد الحقيقة المؤلمة، التي تواجه المجتمع الكويتي بشرائحه كافة.
لقد تناسى أعضاء مجلس الأمة - في نقاشاتهم - أهمية هذه القضية وآثارها الاجتماعية والاقتصادية والمعنوية والأسرية على المواطن، وأسباب تأخر أعمال الإنشاء والبناء في معظم المشاريع السكنية القائمة ومنها مدينة المطلاع، والذي وصل التأخير فيها إلى أكثر من 35 في المئة، وهي التي من المفترض أن تضم أكثر من 28 ألف وحدة سكنية، وسوء المنتج النهائي للمشاريع التي سلمت للمواطنين وعانوا منها الأمرين!
لم يتطرق أعضاء المجلس إلى بقاء المواطن في دوامة الوهم بين التوزيع الورقي للقسائم الحكومية، وبين ما تم تسليمه فعلياً، إذا بلغ عدد القسائم الموزعة ورقياً 50 ألف وحدة، إلا أن ذلك لم يقلل من عدد الطلبات وفقاً لما هو معلن من قبل المؤسسة العامة للرعاية السكنية، إذ وصل عدد الطلبات إلى 97 ألف طلب! وهو ما يعني فعلياً أن أكثر من 140 ألف أسرة في انتظار الحصول على منزل العمر!


بل إن الأدهى والأمر أن هذا العدد من المتوقع أن يرتفع إلى أكثر من 400 ألف طلب بحلول عام 2040، إذا ما استمر النهج الحكومي على هذا المنوال في تناول هذه القضية، وما زالت الحكومة، رغم ذلك، ترزح مكانها في كيفية إدارة هذه الأزمة التي باتت تؤرق كاهل المواطن قبل الحكومة! والحديث عن هذه الأزمة يطول ويطول ويحتاج إلى عشرات المقالات حتى نفيها حقها!
الشاهد أن الدولة أضحت عاجزة في معالجة هذا الملف، فالاستمرار بمثل هذه العقلية القائمة على الاعتماد على التطوير التقليدي للمشاريع من دون النظر إلى التغيرات والتحولات المرتبطة بآلية تطوير المشاريع وإدارتها، وفي خلق مدن نموذجية جديدة وذكية بعيدة عن مناطق التمركز العمراني الحالي وغيرها من الأمور الكثيرة التي لا يسع المجال لذكرها... كلها إذا لم تؤخذ بعين الاعتبار ويعاد النظر في فلسفة المعالجة الإسكانية، فستجعل الحكومة والمواطن هو الآخر يعيشان في دوامة (وهم حل القضية الإسكانية)! والله من وراء القصد!
***
في مثل هذا اليوم وتحديداً عام 1996 افتتح الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد برج التحرير. أيقونة جميلة ومعلم رائع من معالم الكويت الحديثة، حيث كان يعد حينها أعلى برج في الشرق الأوسط والخامس على مستوى العالم، بارتفاع يصل إلى 372 مترا.
هذا البرج الذي ظل صامداً أمام الطغاة المعتدين أبان الغزو الغاشم، وشاهداً معنوياً على صمود الكويت تجاه المحتلين، ومدعاةً للمفخرة للكويتيين جمعياً عند افتتاحه. رغم رمزية أهمية البرج للمواطن بشكل مباشر، إلا أننا بحاجة لمثل هذا النوع من المشاريع لعلها تعيد الكويت لتكون عروس الخليج من جديد!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي