موضة الكويت الجديدة هي الفُحش في القول، صحافيون كبار، لديهم خبرات طويلة، ومع ذلك انساقوا مع هذه الموجة.
أصبحت بعض المقالات تتمحور حول الهجوم على الدين أو المعارضة، صحافي - لديه توجهات طائفية - يلتحف بالليبرالية ليس له شاغل إلا البحث عن ما يثير معظم المواطنين، يثيرهم بالسخرية المبطنة من شعائر الإسلام لطائفة مختلفة عنه، المضحك أن رئيس تحريره من الأسر الطيبة المشهورة بالتدين، لكن عميت عينه وران على قلبه فلا يغارُ على دينه الذي تخصص هذا الطائفي بالهجوم عليه.
وصحافي آخر يعشق الكويت - ولكن من العشق ما قتل - وهذا ما يحدث، فهذا العاشق يقسو بالهجوم على المعارضة ويُضخم كل كلمة لها حتى يُظهِرَهم بصورة الخونة والمنافقين، هجوماً كاسحاً لا يرحم، وهذا الصحافي - العاشق للكويت - لو عاد لمعشوقته وسألها لأجابته إنكم كلكم أولادي، والمخطئ فيهم لا يعود بالفحش في القول بل بالنصيحة والحوار.
إنني أدعو هؤلاء إلى التمعن في ما قاله خالقنا سبحانه وتعالى: «قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ»، (الأعراف: 33)، وما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنّة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النّار»، إني واثق أن مثل هذه النصائح ستلامس قلوب البعض، وأيضاً واثق أنها ستثير سخرية آخرين.
فالإنسان في كل مكان هو الإنسان، هناك العاشق للخير وهناك المُحب للشر، هناك من يراجع نفسه، وهناك من لا يحتمل النصيحة.
الهجوم الطائفي على علماء طائفة أخرى بابٌ لنشر الطائفية في الوطن، وإن التحفت بالليبرالية، وإذا تم السكوت عن هؤلاء فستتوسع الأحقاد وتزداد الكراهية بين الطوائف، ويصبح الوطن كله مهدداً.
أتمنى وقف مثل تلك الممارسات الصحافية المليئة بالبذاءة، وأتمنى أن يتصدى أهل القانون لهم، فتهديد الأمن الوطني والتعايش السلمي من أكبر المخالفات القانونية، التي تستحق تحريك الدعوى ضدها، دعوةٌ من أجل الكويت حباً لها وخوفاً عليها.
kalsalehdr@hotmail.com