@أمينة

عندما اختار... وعندما اختارت

No Image
تصغير
تكبير

سيكولوجية الإنسان ذكر كان أم أنثى، أنه كائن دائم الانتماء. فهو دائماً ينتمى لوطن، لمجتمع، لقبيلة، لعائلة، هذا أمر طبيعي واضح للعيان.
وفي أحيان من الممكن أن يحدث أمر ما يجعل هذا الانسان يتمرد على واقعه، ويقرر الانسلاخ من الوطن أو المجتمع الذي ينتمى إليه، يحدث هذا عندما يتعارض مع هذا المجتمع، لأسباب قد تختلف من شخص إلى آخر، قد يكون هذا التعارض عائداً لأمر سياسي، أو عندما لايتمكن الشخص من الاكتفاء الاقتصادي فيلجأ لبلد آخر يقدم له مدخولاً اقتصادياً أفضل.
 وهنالك أسباب أخرى تجعل الشخص يتخذ قرار الانتماء لوطن آخر، يجد فيه ما يلبي هذه المتطلبات. فتكون الحياة أفضل فيه وأسهل، في كلتا الحالتين أمر مقبول ويندرج تحت الحرية في اختيار الحياة المناسبة. في سياق مقارب عندما يختارالرجل أن ينهي علاقة كانت غير مناسبة له سواء بالطلاق أو الزواج من أخرى وبناء أسرة جديدة، يكون أمرا مقبولا حتى لو لم يحصل على الرضى الكامل.


لكن عندما تتمرد المرأة صغيرة السن كانت أو امرأة خمسينية، يختلف الأمر تماماً. لماذا؟
أليست المرأة هي نصف المجتمع؟ أليست المرأة هي الأم والأخت والابنة. فلماذا القسوة دائماً على المرأة وللرجل كامل الأعذار؟!
هي اختارت التخلص من حياة القمع والتنمر، وأخذت قرارها بالهرب لمكان بعيد... بعيد لا يصل إليه أحد ممن اعتادوا على قمعها والتنمر عليها. وأعلنت رغبتها ببداية حياة جديدة فهي ما زالت شابة.
وأخرى عندما اكتفت من الحياة الزوجية - التي لا يعلم عن تفاصيلها الحقيقية أحد - اختارت التخلص من عبثية هذه الحياة عندما شعرت أن مهمتها انتهت، ووضعت نقطة النهاية لحياة زوجية استمرت لأكثر من خمسة وعشرين عاماً وأعلنتها مدوية «أبي أعيش حياتي».  عندها عارضها من عارضها وتناول قرارها على مختلف برامج التواصل الاجتماعي، وجعل منها نموذجاً متداولاً في الدواوين والمجالس، هل تعلمون جميعاً أدق تفاصيل حياتها الخاصة؟
بحثت عن سُلطة... وظيفة أو حتى مكانة تسمح للأشخاص بالتحكم في حياة الآخرين في زماننا هذا، ولكني لم أجد. لكن الناس مخلوقات عجيبة تسمح لنفسها بتقمص شتى الوظائف والسلطات، التي تمكنها من التدخل وإطلاق الأحكام ويتناسون دائماً ما يندرج تحت باب الغيبة والنميمة وأكل لحم الأخ ميتاً.

 aminaabughaith@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي