على خلفية السخط إزاء التقشف الحكومي الذي قلّص أعداد أفراد الشرطة

«طعنات سكاكين المراهقين» تنهال على رئيسة وزراء بريطانيا... بانتقادات غاضبة!

تصغير
تكبير

تصاعدت في بريطانيا عاصفة غضب واستياء إزاء مسؤولية الحكومة عن تزايد انتشار ظاهرة باتت تُعرف إعلامياً بـ«طعنات سكاكين المراهقين»، خصوصاً بعد مقتل 10 مراهقين في حوادث طعن بأدوات حادة منذ مطلع العام الحالي، وهي الحوادث التي كان آخرها يوم الجمعة الفائت، وحصدت روح مراهقة تدعى جودي تشيسني (17 عاماً).
عاصفة الغضب انهالت أخيراً بسيل من الانتقادات السياسية والإعلامية التي استهدفت رئيسة الوزراء تيريزا ماي شخصياً، بعد أن أدلت أمس بتصريحات رفضت من خلالها تحميل حكومتها المسؤولية عن تصاعد ظاهرة «طعنات المراهقين» على نحو غير مسبوق.
ماي أدلت بتصريحاتها خلال زيارة قامت بها إلى كاتدرائية مدينة سالزبيري، لإحياء ذكرى تسميم العميل الروسي المزدوج سيرغي سكريبال وابنته يوليا، حيث قالت: «ليس هناك أي علاقة ارتباطية مباشرة بين تزايد أعداد جرائم الطعن بالسكاكين وبين أعداد أفراد الشرطة... بل إن المهم هو أن الشرطة تستجيب إزاء تلك الجرائم عندما تحدث وأن الجناة يتم تقديمهم إلى العدالة».


وما أن تفوهت رئيسة الوزراء بذلك التنصل، حتى انهالت عليها «طعنات» انتقادية سياسية وإعلامية رافضة لتبرئة الحكومة من مسؤوليتهاعن تزايد تلك الظاهرة التي باتت تحصد أروح عشرات من المراهقين سنوياً.
فسياسياً، تعالت على الفور أصوات رافضة ومستنكرة لكلام رئيسة الوزراء، خصوصاً من جانب نواب حزب العمال في البرلمان البريطاني ومن جانب «رابطة مفوضي الشرطة ومكافحة الجرائم» التي أكد رئيسها بيرنز ويليامسون على أن «الحكومة تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية، وذلك لأن سياسة التقشف التي تنفذها أدت إلى تقليل أعداد أفراد الشرطة إلى درجة قلصت الحضور الأمني بما أفسح المجال لتفشي تلك الظاهرة». ودعت الأصوات السياسية المنتقدة لرئيسة الوزراء إلى ضرورة زيادة أعداد أفراد الشرطة، وإعادة النظر في القوانين ذات الصلة، بما في ذلك تفعيل قانون «التوقيف والتفتيش» الذي يمنح أفراد الشرطة صلاحية التعامل الفوري مع أي مراهق في حال الاشتباه في أنه يحمل سلاحاً.
أما إعلامياً، فكان لظاهرة وأزمة «طعنات سكاكين المراهقين» حضور بارز على الصفحات الأولى لمعظم الصحف البريطانية التي أجمعت على انتقاد تصريحات رئيسة الوزراء.
فإلى جانب عنوان عريض يقول محذراً: «ساحات حرب في شوارعنا»، نشرت صحيفة «ديلي اكسبريس» على صفحتها الأولى تحقيقاً مع صورة تجميعية يبدو فيها بيتر تشيسني، والد جودي التي كانت أحدث ضحايا الطعن، وهو ينتحب ويتلقى المواساة في موقع مصرعها يوم الجمعة الفائت.
ونشرت صحيفة «ديلي ميرور» على صفحتها الأولى صور المراهقين العشرة الذين أزهقت طعنات سكاكين أرواحهم منذ مطلع العام الحالي، وطالبت الصحيفة رئيسة الوزراء بأن تتحمل مسؤوليتها كاملة إزاء تلك الظاهرة الخطيرة التي نجمت عن تقليص أعداد أفراد الشرطة إلى مستويات متدنية جداً.
وعلى صفحتها الأولى أيضاً، نشرت صحيفة «ذي غارديان» صورة كبيرة يظهر فيها عدد من زملاء المراهق يوسف مكي وهم يتعانقون ويواسي بعضهم بعضاً بعد أن علموا بنبأ مقتله مطعوناً بسكين.
أما صحيفة «ديلي ميل»، فخصصت صفحتها الأولى كاملة لعنوان يتساءل باستنكار عن عدد الضحايا المستقبليين، وتحته صور 27 من المراهقين الذي ماتوا مطعونين على مدار الأشهر الـ12 المنصرمة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي