بالهمس

الإسلام السياسي

تصغير
تكبير

من خلال التجارب العديدة للنظم السياسية لحكم الإسلاميين في العالم العربي، نجد أنها - بالفعل - لم تحقق تطلعات المواطن، ولم تف بكل أو بعض ما وعدت به، فدائماً ما يُكتشف أنها شعارات. فهي لا تقدم برنامجاً عملياً يخدم المواطن، لأن ارتكازها غالباً على الأشكال والمظاهر، التي لا تسمن ولا تغني من جوع، مثل اللباس وإطلاق اللحى والاختلاط من عدمه، وكأن مشاكلنا قد انتهت، وحققنا التقدم في شتى المجالات، وأصبحنا من الدول المتقدمة، وتمكن كل رب أسرة من إلحاق أبنائه بمدارس حكومية متميزة في تعليمها.
وكأن الصحة، قد حلت كل مشاكلها، فلا حاجة للانتظار أكثر من ساعة، ويكفيك أن تأخذ موعداً قبل قدومك، أما الطوارئ فإنه فور دخولك سيتم فحصك وتقييم حالتك. والأسرّة متوافرة طوال أيام الأسبوع.
وبقية المعاملات الحكومية يتم إنجازها عن طريق الإنترنت، ولا حاجة لقدومك، وعن حاجتك لأي طارئ، سيتم الرد عليك فوراً عن طريق الخدمة الهاتفية أو الإيميل.


أما البطالة فقد تم القضاء عليها، وأصبح لكل مواطن وظيفة تتناسب ومستواه الدراسي.
فعادة الإسلاميين المطالبة بإصلاحات حقيقية في السياسة، والاحتجاج على الأوضاع القائمة طوال السنة، لكن - للأسف الشديد - لم تقدم هذه الأنظمة الحلول المناسبة، وصورت الهجوم عليها، وكأنه هجوم على الإسلام، رغم أننا جميعاً مسلمون.
وبدلاً من الانتصار للمظلومين، فإن الواحد منهم صار ينتصر فقط للذي ينتمي إلى التيار نفسه، ولا عزاء للمواطن المظلوم.
فالتنمية - في مجملها - لا تحتاج إلى الخطب والمواعظ، ولا المزايدات السياسية، فالخطاب الوعظي له مفعوله، لكنه قصير الأجل، وإن خضع لميزان العقل سيذهب!
فالكل له معرفة تامة بحقيقة الوضع، فقبل وصول هذه التيارات للسلطة، أو المناصب، تسطر أجمل الكلمات وترى الإبداع في شتى مواقع التواصل الاجتماعي، والعزف على المشاعر الوطنية بحملات تسلب الألباب.
أما بعد الوصول إلى الغاية... فتبدأ المراوغات والمساومات من أجل المناصب ويبدأ تنفيذ الأجندات ونصب السهام وتوجيه المؤيدين ضد من يخالفهم عن طريق إثارة العواطف والمتاجرة بالمعارضة بروح شديدة الحماسة، لاستغلال أي فرصة.
وأين المواطن العربي العادي من ذلك كله... فقد ملّ من الاستغلال والشعارات البراقة ولم يستفد، شيئاً، والنتيجة ارتفاع في مراكزهم وتعيين أقربائهم في المناصب المهمة، أما المواطن العادي فلا حول له ولا قوة، الأمر الذي يؤدي - في النهاية - لنقص شعبية أصحاب هذه التيارات على المدى الطويل، نتيجة لنقص إنجازاتهم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي