إضاءات على جوانب شخصية وإنسانية وسياسية مشرقة لصاحب السمو

«كويتية في نيويورك»... تأريخ بإخراج آسر من ابنة «الراي»

No Image
تصغير
تكبير

أن تكتب «الراي» عن «كويتية في نيويورك» يعني أن تؤرخ لزمن جميل في عالم الإعلام، عوض الزملاء خلاله بقدراتهم الكبيرة النقص الذي لم يكن متاحاً بعد الجيل الأخير من ثورة المعلومات وفي صدارته وسائل التواصل والتقنيات الحديثة.
ريم الميع لم تكن تمتلك تلك التقنيات في حلها وترحالها بل امتلكت ما هو أهم: الجرأة و«الشقاوة» والمشاكسة والهجوم الدائم للحصول على المعلومة. فبعد توثيقها لرحلتها الى غوانتانامو كأول صحافية عربية تدخل هذا المعتقل المخيف، ها هي توثق رحلتها النيويوركية لا كزائرة أو «مستغربة» (عكس مستشرقة) أو منتظرة في طابور الإعلاميين ليخرج مسؤول ويدلي بتصريح، بل كشاهدة على تطورات كبيرة حصلت، كشفت بداياتها عبر رسائلها التي كانت أشبه بكشافات ضوئية على القادم من الأيام.
ومن الخاص إلى العام. من علاقتها بصحيفتها «الراي» والمسؤولين فيها وطريقة عمل الفريق المكلف «توليد» منتج يومي، إلى علاقتها بزعماء ووزراء. تكتب ريم وكأنها تعرض فيلماً وثائقياً عبر شاشة بإخراج متقن، مؤرخة لحقبة وليس فقط للحظة كما يقول البير كامي. وأي حقبة؟ حقبة انهيار برجي التجارة وولادة عصر النكبة الإسلامية والعربية سواء على يد المتطرفين عندنا أو أصحاب الرؤوس الحامية عندهم... أو عبر الحبل السري الرابط ربما بين الطرفين.


وبين البرجين وسقوط صدام حسين واستشهاد رفيق الحريري ورحيل عرفات وكواليس الاجتماعات «الصغيرة» الممهدة للتحركات الكبيرة... خيط شيق يربط القطع قرب بعضها فتكتمل مع إغلاق الكتاب صورة أخرى بعين إعلامية تجرأت على كتابة الأمور كما هي.
وأجمل ما في كتاب ريم الميع على الإطلاق ليس الوقوف على المفاوضات المعلنة والسرية بين وزراء دول الخليج، أو بين مسؤولين خليجيين وعرب وعالميين، أو مقدمات أسباب الأزمات التي تعيشها دول المنطقة حالياً. أجمل ما في الكتاب على الإطلاق هو الإضاءات المستمرة من البداية إلى النهاية على جوانب شخصية وإنسانية وسياسية مشرقة لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.
أين كان يسير في نيويورك، ومع من، وكيف هي علاقته بمرافقيه، وبأعضاء أسرته، وبالمسؤولين الخليجيين؟ مشاعره عندما توفيت ابنته سلوى والأمير الشيخ جابر الأحمد وكيف أدار الأزمات واللقاءات في حينه متغلباً على حزنه.
«كويتية في نيويورك» في جانب كبير منه توثيق لمسيرة بيضاء اسمها صباح الأحمد.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي