قد لا نكون أذكى من الألمان، ولا أدق من اليابانيين، أو أخف دماً من المصريين، ولا أعرق من الإنكليز، ولكننا غير.
تميزنا بحبنا لوطننا، وولائنا لحكومتنا، والحفاظ على قيم الماضي، وعادات الآباء والأجداد.
اغتنينا بعد فقر ولم نغتر، وتعرضنا للإرهاب ولم نخضع، أو نغير مواقفنا، وغُزينا من جارٍ فصمدنا على أرضنا وتمسكنا بقيادتنا.
هل سمعتم ببلد يتشكل تحالف دولي من 33 دولة (غيرت اثنتان منها دستوريهما للمشاركة في هذا التحالف) لتحرير دولة صغيرة لا تكاد تظهر على الخريطة، وذلك لمواقفها الدولية مع الحق دائماً!
لذلك كان احتفالنا بأعيادنا الوطنية غير، رفعنا الأعلام، وعلقنا صور حكامنا، لا مأمورين ولا مجاملة، بل حب لهم ولأرضنا، أرض تستحق الحب، وعمت الأفراح كل الكويت، البيوت والشوارع والساحات، وارتفعت أصوات الدعاء بالشكر لله والحمد، والطلب لشهدائنا الأبرار بالرحمة والغفران ولذويهم الصبر والسلوان، ولم تبق قطعة في الأرض عليها كويتيون إلا احتفلوا وأشركوا أهلها في احتفالاتنا السنوية، وكانت لدول الخليج العربية الشقيقة مشاركة أخوية معتادة كل عام، ففي المملكة العربية السعودية، الدرع والحصن، وزعت الورود والحلويات في الشوارع والمؤسسات، بل إن مواطنا سعودياً من أهل الاحساء الطيبين وزع بضاعته من جراد وفقع على المتسوقين بالمجان من الفرحة، احتفاء ومشاركة منه لنا.
وفي سلطنة العز عُمان طافت مسيرات مشاركتنا الفرح بالأحياء والشوارع، وانهالت علينا رسائل التهنئة من محبي الكويت وما أكثرهم هناك.
أما مشاركة دولة قطر فقد كانت جوية، إذ رفع نسور الجو القطريون في سماء الدوحة العلم الكويتي الحبيب. وفي البحرين ديرة الأهل والأشقاء سميت الطرق والمؤسسات باسم أمير الإنسانية واسم الكويت. وحطمت الإمارات العربية المتحدة رقماً قياسياً بهذه المناسبة إذ رسمت على أرضهم صورة أميرنا المحبوب بحجم يُرى من الفضاء.
لذلك ألا يحق لنا القول: أنا كويتي وأفتخر؟!