إليكم هذه القصة التي حدثت في إحدى حسابات «انستغرام» المدارس:
يضع حساب المدرسة في «الانستغرام» صورة، يوجد داخلها أنواع «البطاط» والشيبس والمشروبات الغازية وحافظات الماء المعدنية «المطارات» مع تعليق كتابي يقول: محظورات يمنع اصطحابها إلى المدرسة.
نزلت هذه الصورة في الصباح، أما في المساء وعندما عاد الطلاب إلى منازلهم واستعدوا للدخول في «عالم رقمي» يصنعون محتواه بالسبابة والإبهام، واشتراك في النت وشاحن كهربائي، بهذه الأدوات البسيطة يتشاركون في عالم سائل، أصبح صلباً وعصياً على جميع الكبار. ما أن عاد الطلاب إلى منازلهم حتى انفجرت موجة من تعليقاتهم على الصورة:
تعليق واحد:
شنو يعني ما نشرب ماي ولا نأكل؟!
أوكي... هذه المطارة تخلي الماي بارد... يعني اييب مطارة ساعة وبعدين يصير حار الماي... اشلون أشرب؟
تعليق اثنين:
ليش مانعين «البطاط» ترى مو سجن والله خلوهم يأكلون.
تعليق ثالث:
ليش ممنوعة المطارات؟ شنو نشرب إذا يبنا بطول أقل من 3 ساعات يصير الماي شاي...«فيس ضحكة».
تعليق رابع:
أمبييييه اشلون جذي؟!
تعليق خامس:
راح اييب قصبن عليكم.
تعليق سادس:
اشلون يعني ما نييب مطارات؟
غصب نشتري «من المقصف» يعني؟
ندفع فلوس أكثر وبالجمعية نشتري منه دبل!
وفوق هذا البرادات وصخة والماي وصخ وحار وتبونا نشرب؟
يعني لو قايلين ننطر يطق مطر علشان نبطل حلوجنا بطابور الصباح ونشرب ابرك والله.
تعليق سابع:
معقولة!
تعليق ثامن:
محظورات... كاتبين محظورات «فيس ضحكة».
تعليق تاسع:
أشلون البطاط ممنوع والمقصف يبيع بطاط؟
تعلق عاشر... وصلت التعليقات إلى عشرين تعليقا.
وبعدها...
وبدلا من أن ترد المدرسة كمؤسسة تربوبة، قامت الإدارة المدرسية بغلق خاصية التعليقات في حساب «الإنستغرام» قبل أن تكبر كرة الثلج.
عزيزي القارئ هذا سؤال مقالي من عشر درجات... أجب فيه عن الآتي:
في رأيك، ما هو الخطأ التعليمي في القصة السابقة؟
ما هي دلالات الفجوة الرقمية بين جيل الألفية وبين المؤسسات التعليمية في القصة السابقة؟
وهل تعتقد أن هناك غياباً لمعايير ناظمة وقيم متفق عليها موحدة بين جميع المدارس في إدارة حساباتها الرقمية؟ وضح ذلك بالأمثلة؟
في عالم يتسم بالتفاعلية عبر الإنترنت، كيف يمكن لنا تعزيز الحوار والتعليق وإبداء الرأي، وتيسير الوصول إلى قرار يتحمل مسؤوليته الجميع في المدارس؟
كيف تتفاعل مع متعلمين، أصبحوا يلقون بالاً كبيراً واحتراماً لأرقام المشاهدة وعدد المعجبين والمعلقين و«الرتويت» والفعل الرقمي؟
إلى أي مدى يمكن لحسابات المدارس الرقمية أن تكون إعلاماً شبابياً، ليس مستخدما فقط ومتداولا لمحتوى تعليمي ولكنه منتج وفاعل وفعّال في وسائل التواصل الاجتماعي، لمحتوى شبابي تعليمي وصانع للغة خطاب مشتركة، وبناء قدرات غير المشاركين في الصفوف الدراسية، ولكنهم منفتحون على العالم؟
والسؤال الأخير عزيزي القارئ اختياري...
ما الفرق بين الإعلام التنموي التعليمي، وبين الإعلانات التجارية أو الإعلام الاستهلاكي؟
ترسل الإجابات إلى إدارة التطوير والتنمية في وزارة التربية في مغلف أبيض يكتب عليه:
نحو تفعيل القيم المدرسية في العالم الرقمي.
قصة قصيرة:
خرير مياه المطر يعطل المدارس...«غلق» تعليقات، وعدم القدرة على تبرير قرارات يعطل أفق.
@moh1alatwan