لماذا نفقد سيطرتنا على بعض الأمور؟

كان يوم استقبال ولادة صديقتي نور، دخلت الغرفة واتجهت عيناي إلى جميع الجهات، ثم قررت الجلوس بجانب صديقتي غدير، أعجبت بجمال المكان والترتيب المنظم، غدير كانت من أقرب صديقاتي في المرحلة الدراسية، تزوجت وأخذتها مشاغل الحياة، والآن جمعنا القدر بعد سبعة أعوام، هناك الكثير للسماع، وهناك الأكثر ليقال.
بداية القرار كان اختيار المكان، وهذا القرار يسمى بـ«التفكير الاستقرائي» في علم النفس، التفكير الاستقرائي يقع في العقل الواعي، وهي الوظيفة الوحيدة للعقل الواعي، تتمثل في التحليل، المقارنة، الحكم والاختيار، أما الاستنتاج فهو وظيفة العقل الباطن، لكن هذا الاستنتاج لا يرتبط بالتفكير.
العقل الباطن لا يفكر ولا يعتمد على تحليل وتفكير العقل الواعي، هو فقط يربط الأمور الموجودة في العقل الواعي ويستنتج، ولا يدرك إذا كان الاستنتاج صحيحاً أو خاطئاً، كما هو الحال في العقل الواعي.

إن عملية الاستنتاج في العقل الباطن تتم عن طريق مقدمتين، هما المقدمة الكبرى والمقدمة الصغرى، وبناء على ذلك يتم الاستنتاج المنطقي، على سبيل المثال: المقدمة الكبرى: أمي تقول إنني غبي... المقدمة الصغرى: أمي على صواب دائما... الاستنتاج: أنا غبي، الجميل في الأمر أنك تستطيع أن تتحكم في المقدمتين وتحصل على النتيجة التي تريدها، فالعقل الباطن لا يدرك موطن الأفكار ولا الأسباب، هو فقط يستنتج ما لديه من أفكار، وهذا ما يفعله علماء النفس في التنويم المغناطيسي، القائم على التنويم يقوم بإيقاف العقل الواعي بشكل موقت، ويتحكم فقط في العقل الباطن، وقد يدهشك المنوم مغناطيسياً، كيف أنه قادر على القيام بأشياء من المستحيل أن يقوم بها وهو في حالة الوعي الكامل.
في النهاية تذكر أن حياتك بين يديك... راقب أفكارك فقط.
[email protected]
TWITTER: @saharbnali