عليها الاختيار بين غضبه وخفض الأسعار

هل تنفّذ «أوبك» أوامر ترامب مجدداً؟

No Image
تصغير
تكبير

رأت وكالة «بلومبرغ» أن السعودية ومنتجي ومصدري النفط في منظمة «أوبك» يواجهون معضلة بعد تحذيرات أطلقها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب عبر موقع «تويتر» يوم الإثنين، حيث دعاهم إلى تجنب رفع أسعار الخام.
واعتبرت الوكالة أن المعضلة التي تواجهها السعودية ومنتجو «أوبك» هي المفاضلة بين أمرين، فإما أن يختاروا الأسعار المنخفضة للخام، والتي ستؤثر بطبيعة الحال على اقتصادياتهم التي تعتمد على التصدير بشكل كبير، وإما الوقوف في وجه ترامب الذي هدّد غير مرة بتطبيق قانون «منع التكتلات الاحتكارية لإنتاج وتصدير النفط» والمعروف بـ«نوبيك»، حيث يسعى من خلاله إلى زعزعة استقرار المنظمة من خلال السماح بمقاضاتها في المحاكم الأميركيّة.
وأوضحت الوكالة أن «أوبك» وحلفاءها بدؤوا جولة جديدة من تخفيضات الإنتاج الشهر الماضي لتجنب حدوث فائض بسبب إنتاج النفط الصخري الأميركي القياسي في ظل طلب عالمي هش.


وذكرت أن أسعار النفط الخام ارتفعت أكثر من 20 في المئة هذا العام، وهو ما يمثل عقبة أمام ترامب في الوقت الذي يمارس فيه ضغوطاً ديبلوماسية على دولتين رئيسيتين في «أوبك» وهما إيران وفنزويلا.
وقال رئيس شركة «رابيدان إنرجي أدفايزرز»، والمسؤول النفطي السابق في البيت الأبيض في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، بوب ماكنالي «لقد أظهر التاريخ الحديث أن السعودية، و(أوبك) لا يمكنهما تجاهل ضغوطات الرئيس ترامب»، مضيفاً «مع ارتفاع أسعار النفط الخام نحو مستويات حساسة من الناحية السياسية في واشنطن، فإن الدول الأعضاء في (أوبك) ستنظر في تقليص المعروض والإمدادات».
وأوضح أن «أوبك» أبدت ردود فعل مختلفة عندما واجهت المعطيات نفسها في مناسبتين مختلفتين خلال العام الماضي، إذ إنه خلال موسم الصيف حثّ ترامب السعوديين على زيادة المعروض أثناء فرض العقوبات على إيران، وتجاوبت المملكة مع ذلك الطلب، ما عزز الإنتاج في غضون بضعة أشهر إلى مستويات قياسية.
وأضاف أنه وعشية اجتماع «أوبك» في ديسمبر الماضي، تجاهلت «أوبك» وحلفاؤها دعوة ترامب لإبقاء الإنتاج عند مستويات مرتفعة، حيث خفّضت الإنتاج بنحو 1.2 مليون برميل يومياً، وهو القرار المعمول فيه حتى الآن، مبيناً أن «هذه المرة هي الحاسمة بين القرارين».
وأفاد بأن إدارة ترامب كانت قد وعدت في مايو الماضي بأن تفرض العقوبات المالية على صادرات النفط الإيرانية، مع تقديم بعض الاعفاءات لعدد من الدول من أجل منع ارتفاع الأسعار، لافتاً إلى أنه ونتيجة لذلك، انخفض سعر النفط بنحو 35 في المئة في الربع الرابع، مما شكّل ضربة قوية لاقتصادات دول «أوبك».
ونقلت الوكالة عن مسؤولين نفطيين في الخليج، أن «أوبك» قد تعلّمت درساً مما حصل، ومن غير المرجح أن تكرر ذلك.
من ناحيته، قال المدير الإداري في شركة «بتروماتريكس»، أوليفر جاكوب، إن «السعودية قد تصر على أنه إذا كانت الولايات المتحدة تخشى بصدق نقصاً في الإمدادات، فعليها أن تستفيد من مخزوناتها، مبيناً أنه من المحتمل أن تطلب المملكة من الولايات المتحدة استخدام احتياطي البترول الإستراتيجي بدلاً منه».
في هذه الأثناء، قال مصدر خليجي في «أوبك» إن المنظمة وحلفاءها سيواصلون تطبيق اتفاقهم لخفض إمدادات النفط، ويسعون لتعزيز الالتزام به رغم طلب الرئيس الأميركي من «أوبك» تخفيف جهودها الرامية لزيادة أسعار الخام.
وذكر المصدر أنه بناء على بيانات السوق الحالية، فإن مجموعة «أوبك+» التي تضم المنظمة وحلفاءها «ستستمر في تخفيضات الإنتاج على الأرجح حتى نهاية العام.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي