ولي رأي

الفقع والجراد

تصغير
تكبير

«الدنيا ربيع والجو بديع»... وسأبتعد عن مناكفات مجلس الأمة وإخفاقات الحكومة «المدودهة»، التي تظن كما غرّد «ظريف»: إن القار سينبت بعد المطر المتكرر، وتختفي الحفر الموجودة في الطرق تلقائياً.
وسأورد للقارئ الكريم حادثة طريفة حدثت معي الأسبوع الماضي:
دخلت «جرادة» إلى صالة منزلي فأثارت الرعب والفوضى والصخب بين أحفادي ومربياتهم، ظانين أنها حشرة طائرة سامة، أو دبور من نوع جديد، وارتعبوا عندما أمسكتها بيدي، واستنكروا عندما قلت لهم إنها جرادة وهي لذيذة الطعم، فتبادر إلى ذهني مقال اليوم عن المحاصيل الغذائية الصحراوية في الكويت، وهو مقال موجَّه نوعاً ما لصغار السن والإخوة الوافدين، واستعادة لماضٍ جميل. فالجراد والفقع والطراثيث مأكولات لذيذة وذات فائدة صحية، وهي متعددة الأنواع والأسماء، وتكثر إذا رُزق البلد بأمطار كثيرة ومتكررة، وكنا نلتقط الفقع والطراثيث ونصيد الجراد من صحارى الكويت شمالاً وجنوباً وغرباً.


وقد ورد ذكر الجراد في الحديث النبوي الشريف، فعَنْ اِبْنِ عُمَرَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أُحِلَّتْ لَنَا مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ، فَأَمَّا الْمَيْتَتَانِ: فَالْجَرَادُ وَالْحُوتُ، وَأَمَّا الدَّمَانُ: فَالطِّحَالُ وَالْكَبِدُ»، وذكرت أيضاً في الموروث الشعبي الكويتي بأمثال عديدة منها: (إذا كثر الفقع فزهّب الدواء)، لأنه عسير الهضم، و(إذا حضر الجراد فانثر الدواء)، لأن الجراد يتغذى على أعشاب طبية برية عديدة، بل إننا إذا زادت المحاصيل من الجراد أو الفقع كنا نجففها ونخزنها وكان لهذه المحاصيل سوق في ساحة الصفاة، وقد اعتاد البدو على جلبهما مع ما يجلبون من صوف وسمن وإقط، وكانت تباع في أكشاك موقتة، ويزداد سعرها حسب العرض والطلب.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي