حوار / «ثورة الفلاحين الأضخم بين الأعمال التي كتبتُها»
كلوديا مرشليان لـ «الراي»: الإنتاج ليس... عرْض عضلات



- حالياً يُعرض «ثواني» و«ما فيي» ويحققان نسبة مشاهدة عالية
نوع العمل هو الذي يفْرض حجم الإنتاج والمهمّ أن يصل المسلسل
من الطبيعي أن تساهم الدراما المشتركة في انتشار الدراما المحلية
تُعتبر اللبنانية كلوديا مرشليان من أبرز الكتّاب في الدراما والأكثر طلباً، وبات اسمها مرافقاً لغالبية الأعمال اللبنانية، نظراً للنجاح الذي تحقّقه النصوص التي تحمل توقيعها. وهي صاحبة تجربة رائدة في الدراما المحلية كما في الدراما المشتركة، وكذلك في السينما اللبنانية.
كلوديا تقول في حوار مع «الراي» إنها لا تفرّق بين عمل وآخر وتؤمن بأي نصٍّ تكتبه، وإن كانت ترى أن مسلسل «ثورة الفلاحين» كان الأضخم مقارنة بسائر الأعمال التي كتبتْها. واعتبرت أن الإنتاج ليس عرض عضلات، أي ليس بالضرورة أن يكون الإنتاج ضخماً في كل الأعمال، بل المهمّ «نوع الشغل».
? بماذا تشعرين عندما يقال إن الدراما اللبنانية ارتبطتْ باسمك ككاتبة في الأعوام الأخيرة، وأن أول اسم يخطر على البال هو اسمك عند الإعلان عن أي عمل جديد؟
- الحمد لله، هذا الأمر يُشْعِرُني بأن تعبي لا يذهب سدى وأن الناس يحبون ما أقدّمه. وهذا أمر لستُ أنا مَن يقرّره، بل هو واضح من خلال التلفزيون الذي يَعرض المسلسلات، ومن الناس الذين نلمس ردة فعلهم في الشارع وعبر «السوشيال ميديا»، ونكتشف إذا كانوا يتابعون المسلسل أو لا.
كل المسلسلات التي تُعرض لي تحظى بالقبول عند الناس على مستوى نِسَب المشاهدة، والصدى بين الناس عبر «السوشيال ميديا» تغلب فيه الآراء الإيجابية على الآراء السلبية. وهذا يعني أن عملي يصل إلى الناس. ووظيفة الفنّ الوصول إلى الناس.
? هل ترين أن «ثورة الفلاحين» هو فخْر أعمالك والأهمّ في تجربتك ككاتبة؟
- لا يمكن أن أفكّر بهذه الطريقة. أؤمن بكل عمل أكتبه ويمكن القول إن «ثورة الفلاحين»، إنتاجياً وضخامةً وتعباً وكنوعِ شغل، من أكثر الأعمال التي تطلّبت جهداً ومالاً وعدداً كبيراً من التقنيين والفنيين والممثّلين. هو الأضخم بين الأعمال التي كتبتُها، وهذا أمر واضح.
? بعد «ثورة الفلاحين» هل ستُقدَّم أعمالٌ بمستواه؟
- مسلسل «ام البنات» نال حيزاً كبيراً من الاهتمام والمشاهَدة وأثار صدى، مع أنه إنتاجياً ليس بمستوى «ثورة الفلاحين». وحالياً، يُعرض «ثواني» و«ما فيي» ويحققان نسبة مشاهدة عالية والناس يتفاعلون معهما. ليس بالضرورة أن يكون الإنتاج ضخماً في كل الأعمال، بل المهمّ «نوع الشغل». المُنْتِج لا يصرف المال لمجرّد أن يقال إنه مُنْتِج مهمّ، بل نوع العمل هو الذي يفْرض حجم الإنتاج. الإنتاج ليس «عرض عضلات»، بل المهمّ أن يصل المسلسل. وكما وصل «ثورة الفلاحين»، كذلك «ثواني». عدم وجود ملابس وقصور فخمة لا يعني أنه لا يوجد إنتاج، بل «الكاستينغ» ونوعية الممثلين والمُخْرِج ومَن يقف وراء الكاميرا والصوت هي إنتاج أيضاً.
? هل ترين أن الدراما العربية المشتركة، وتحديداً الدراما اللبنانية - السورية، كان لها دور في الترويج للدراما اللبنانية بطريقة غير مباشرة؟
- الدراما المشتركة لم تكن لبنانية - سورية فقط، بل أيضاً لبنانية - مصرية. ومن الطبيعي أن تساهم الدراما المشتركة في انتشار الدراما المحلية، لأن الجمهور العربي لا يمكن أن يعرف المسلسل المحلي إذا لم يُعرض خارج لبنان. ولو لم تُعرض في لبنان مسلسلات سورية ومصرية، لما كنا عرفناها وأحببْناها. عندما عُرضت أعمالُنا في مصر وسورية صاروا يطلبون الممثّلين اللبنانيين ونصوصَنا ومُخْرِجينا ومصوّرينا لأعمالهم ولم يعد الفن اللبناني يقوم على الفرد، كما كان سابقاً. هم كانوا يعرفون فناناً أو فنانين لبنانيين فقط، واليوم حتى إنهم صاروا يطلبون ممثلين لأدوار ثانوية. الانفتاح هو الذي يجعل الآخرين يحكمون علينا سلباً أو إيجاباً.
? في رأيك متى يصل المسلسل اللبناني إلى العالمية، وهل نحن بحاجة إلى لغة درامية جديدة تقوم على مواضيع إنسانية تهمّ كل الناس وتجعل الدراما اللبنانية متابَعة في أميركا والصين والهند وأميركا، كما نتابع نحن أعمالهم؟
- نحن لا نتابع مسلسلات صينية وهندية.
? أتحدث بشكل عام ويُقصد بالسؤال المسلسلات الأميركية؟
- أميركا وضْعُها مختلف، والمسلسلات الأميركية والأوروبية لا تُعرض على الشاشات اللبنانية، بل هم يأتون بأفلام إلى صالات السينما ونحن نختار الفيلم الذي نريد مشاهدته. المسألة ترتبط بالتوزيع والانتشار. هي مسألة تقنية بحت، ومسألةُ لغةٍ أيضاً، ونحن نعرف لغتهم وهم لا يعرفون لغتنا وليسوا بحاجة إلى ذلك، لأنهم لا يحتاجون إلينا في شيء وخصوصاً في الظروف الحالية.
? ربما يحتاجون إلينا فنياً؟
- إن شاء الله. فيروز خرقت عالمياً، وفي الغرب يسمعونها من دون أن يفهموا ماذا تغني. الرموز الكبيرة يمكن أن تنتشر عالمياً، والفن حتى في أميركا بحاجة إلى مدراء أعمال يسوّقون للعمل، ونحن بعيدون جداً عن هذه الأجواء حالياً. ولنعمل من أجل إنتاج مسلسل يتابعه الجمهور العربي «وما حدا قدّنا».
? هذا يعني أنك راضية على الدراما اللبنانية؟
- ليس أنا مَن يفترض أن يرضى، بل الناس الذين يشاهدونها.