كلنا يتذكر الضجيج الايجابي الذي أحدثته دولة قطر في اللحظة التاريخية، عندما أعلن فيها الرئيس السابق للاتحاد الدولي بلاتر فوز دولة قطر بأحقية استضافة كأس العالم 2022، حين شكك فيه الكثيرون... لكنها استمرت وعملت فحصدت ثمار عملها، لاشك أنها كانت نقطة تحول في تاريخ الشقيقة قطر، فحدث عالمي كهذا سيمثل نقطة فارقة وتحولا في الوقت نفسه.
حصول قطر على أحقية استضافة كأس العالم 2022، هو ثمرة جهود إرادة التغيير التي لم تبدأ في تاريخ 2009/9/9 - وقت صدور قرار اللجان المعنية بالتخطيط العمراني والمدني بتحديد مواقع الملاعب، ولا حتى في تاريخ 2009/10/4 وقت إطلاق شعار ملف قطر 2022، ولم يكن في شهر ديسمبر وقت إعداد المسودة الأولى لمحتويات وثيقة الملف - وإنما قطر استعدت لهذا الاستحقاق حين قررت انتهاج العالمية رؤية ومنهجا ونهجا وهوية وصورة للتعبير عن ذاتها.
وهناك ضجيج إيجابي آخر قامت به قطر أخيراً، وهو فوز المنتخب القطري باللقب الآسيوي وأصبح بطل آسيا، وهذا التتويج ما هو إلا نتاج تخطيط سليم طويل المدى، وضع بعين الاعتبار الاهتمام بالمواهب وإيجاد بيئة حاضنة لها... فكانت أكاديمية إسباير، التي احتوت اللاعبين في المراحل السنية المختلفة حتى استطاعت تحقيق اللقب.
اختيار العناصر الفاعلة على أساس الكفاءة سمة الناجحين، فكان التعاقد مع المدرب الإسباني فليكس سانشيز، القادم من أكاديمية برشلونة، حيث انتقل مع اللاعبين كمدرب لمنتخب الناشئين، وإلى الشباب ثم المنتخب الأولمبي، الذي حقق البطولة للخليج.
ومن نافلة القول، إن قطر استطاعت الفوز والنجاح في أوقات الشدة أكثر من الأوقات الأخرى، وهذا أكبر دليل على العزم والعزيمة لمواصلة النجاح، إنها الإرادة الصادقة والثقة في أعمالها، وكل ما حققته هو في الحقيقة فاق كل التوقعات وأنها قصة نهج ومنهاج... وأعتقد بأن قطر وتصرفاتها تقول إن لديها خططا تتجاوز كأس العالم في 2022.
نعم، دولة قطر ... صغيرة في حجمها، ولكن انجازاتها كبيرة، مبروك لدول الخليج هذا الإنجاز الكروي، بصراحة منتخب قطر فاق التوقعات، وقدم درساً في التخطيط وكيفية بناء فريق متميز.
والشكر موصول كذلك لدولة الامارات العربية المتحدة على هذا التنظيم المميز، والذي تم فيه استضافة 24 منتخبا... فكان نجاح البطولة وحصول قطر على كأس آسيا.
ولفتة جميلة عندما قام لاعبو المنتخب الياباني بتنظيف غرفة تبديل الملابس الخاصة بهم بعد المباراة النهائية، بعد الخسارة أمام المنتخب القطري في نهائي كأس آسيا 2019، وتركوا رسالة - بـ 3 لغات، العربية واليابانية والإنكليزية - تقول: «شكرا جزيلا»، إنها ثقافة شعب ونهج حياة.