حروف باسمة

«أفق طيب والتحية» للباحثة زهراء كمال

تصغير
تكبير

الآفاق تتعدد وتتنوع وتتباين وتختلف في وضوحها، فمنها مشرق يشير إلى الأمل ويفضي إلى الخير، وأخرى عكس ذلك، وهكذا آفاق الدنيا في تباينها، ومن الآفاق الزاهرة - التي تبعث على التفكير وإمعان العقل في تفسير الحقائق تجاهها - هو أفق تربية وتنشئة وتعليم وتأهيل ورعاية أصحاب الإعاقة، هذه الفئة المهمة من أبناء المجتمع.
ويقع أكبر الجهد على كاهل المفكرين التربويين والاجتماعيين والنفسيين، في إيجاد سبل متنوعة للارتقاء بمستوى ذوي الاحتياجات الخاصة، تمكنهم من الدمج في المجتمع، حتى يكونوا فاعلين يساهمون في تطوره ونموه بقدر ما يمتلكون من طاقة واستعداد وقدرة وميل.
سعدت في الأسبوع الماضي بقراءة أطروحة الباحثة المتألقة الاستاذة زهراء كمال، التي قدمتها لكلية الدراسات العليا لاستيفاء متطلبات درجة الماجستير في علم النفس، حول اتجاهات آباء الأطفال المصابين بمتلازمة «داون» نحو أبنائهم المعاقين، ومدى تقبلهم لإجراء عمليات تجميلية لهم.


استهدفت هذه الدراسة التعرف على اتجاهات الوالدين نحو أبنائهم المصابين بمتلازمة «داون»، ومدى تقبلهم لإجراء عمليات تجميلية لأولئك الأبناء، حيث تكونت عينة البحث من 34 من الاباء و63 من الأمهات، الذين استجابوا إلى مقياس الاتجاه نحو المعاقين عقلياً، الذي تم تقنينه وتعديله ليناسب البيئة الكويتية.
ومقياس الاتجاه نحو تجميل المصابين بمتلازمة «داون»، والذي تم ترجمته وتقنينه من قبل الباحثة، وتم الحصول على العينة من جمعية «الداون»، ومدرسة الوفاء - التابعة لمدارس التربية الخاصة - واسفرت النتائج عن عدم وجود فروق دالة إحصائياً في تقبل الوالدين للطفل المعاق والاتجاه نحوه، بناء على جنس الوالدين ومستوى الدخل، ووجود فروق دالة احصائياً في تقبل الوالدين للطفل المعاق، والاتجاه نحوه بناءً على عمر الوالدين والمستوى التعليمي لهما، حيث كانت الفئة العمرية 36 - 45 عاماً أكثر تقبلاً لدمج المعاقين مع الأصحاء من بقية الفئات العمرية.
وأن الوالدين ذوا المستوى التعليمي المرتفع - بكالوريوس فما فوق - لديهما اتجاه ايجابي بالحقوق الخاصة بالمعاقين عقلياً من بقية الفئات.
كما أسفرت النتائج عن عدم وجود فروق دالة في الاتجاه نحو عمليات تجميل الطفل المصاب بمتلازمة «داون»، بناء على جنس الوالدين والعمر والمستوى التعليمي ومستوى الدخل للوالدين، كما يوجد هناك فروق في مدى تقبل الوالدين للطفل المعاق بناء على جنسه.
وهناك فروق في مدى تقبل الوالدين للطفل المعاق، والاتجاه نحو عمليات التجميل، بناء على شدة إعاقة الطفل.
كما أشارت النتائج الى وجود ارتباط عكسي بين اتجاه الوالدين نحو عمليات التجميل، ومدى تقبلهما للطفل المعاق.
بحث جميل لقضية مهمة يعمل المشتغلون في هذا المضمار بالجد على إثرائه بإصدار الدراسات واستطلاع الآراء، لإيجاد سبل مختلفة، وطرق عديدة، تعمل على النهوض بذوي الاحتياجات الخاصة، وإعدادهم إعداداً متكاملاً.
التحية للاستاذة زهراء علي كمال على هذا البحث الشيق، والتمنيات لها ولجميع المجدين من أبناء هذا الوطن الكريم بالتوفيق والازدهار.
حتى يزدهر الأمل أمام الجميع، فيحقق كل حسب قدرته ما يصبو إليه، ويساهم في بناء صرح الوطن.
أعلل النفس بالآمال أرقبها
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي