سبعون مثقفاً وعالماً وفناناً يتقدمهم المفكر تشومسكي والكاتب والمخرج السينمائي جون بيلكر، والعديد من المثقفين والمفكرين والفنانين، دعوا في بيان مشترك إلى شجب التدخل الأميركي في فنزويلا، والعمل على حل سلمي قائم على الحوار للأزمة هناك.
وقال هؤلاء في بيانهم: من المؤكد أن تصرفات إدارة ترامب وحلفائها في القارة، ستؤدي إلى تفاقم الوضع في فنزويلا، مما سيتسبب بمعاناة إنسانية غير ضرورية، وعنف وعدم استقرار، ففي حال واصل ترامب وحلفاؤه الفنزويليون مسارهم المتهور، فالنتيجة ستكون سفك الدماء والفوضى وعدم الاستقرار، ففي فنزويلا جيش به 235 ألف جندي، وأكثر من مليون ونصف من أفراد الميليشيات.
واستطرد البيان حول ضرورة أن تكف الحكومة الأميركية عن التدخل في السياسات الداخلية الفنزويلية، للإطاحة بحكومة هذه البلاد، فحكومة الولايات المتحدة تدعم المعارضة التي تهدف، إلى الاطاحة بحكومة نيكولاس مادورو، بوسائل منها الاحتجاجات العنيفة، في حين وصل خطاب إدارة ترامب العدواني ضد الحكومة الفنزويلية، إلى المستوى الأكثر تطرفاً وتهديداً، بل تحدث مسؤولون من الإدارة الأميركية، عن عمل عسكري يدين فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا.
وقد قامت الولايات المتحدة بأمر غير قانوني، من خلال دفع الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية، ورئيس يمين الوسط في البرازيل وبعض الدول، للاعتراف برئيس الجمعية الوطنية خوان غويدو كرئيس فنزويلا الجديد، بديلاً عن الرئيس الحالي مادورو.
فلطالما اعتبرت الولايات المتحدة الأميركية قارة أميركا الجنوبية حديقتها الخلفية، التي أتخمت شركاتها الرأسمالية الجشعة، كما دعمت الاستخبارات الأميركية، قوى اليمين المتطرف والفاشي في بلدان أميركا اللاتينية، التي عانت لعقود طويلة من الدكتاتوريات العسكرية، وناضلت شعوبها من أجل التحرر والاستقلال والتنمية.
فمن أشهر الانقلابات التي قادتها وكالة المخابرات الأميركية، هو الانقلاب الفاشي الدموي عام 1973، بقيادة الجنرال أوغستينو بينوشيه، وقتل على أثره رئيس تشيلي اليساري سلفادور أليندي، وسالت فيها دماء الشعب التشيلي بفعل مجازر بشعة، وأيضاً التخريب الذي طال البرازيل بواسطة عملاء أميركا من اليمين المتطرف، والاطاحة بالرئيسة البرازيلية اليسارية ديلما روسيف في العام 2016، والتي قضت شبابها في النضال ضد الدكتاتورية، وأيضاً المحاولات المستميتة لاغتيال الرئيس الفنزويلي السابق هوغو شافيز أو الإطاحة به بأي شكل.
لم تكف ولن تكف الولايات المتحدة وعملاؤها، عن محاولة القضاء على كل نظام مستقل في أميركا اللاتينية، حتى وإن أدى ذلك لقتل عشرات الآلاف من الأبرياء، فهذه الدول ودولنا العربية، هي ساحات لقتل الشعوب وتدمير بناها التحتية، من أجل نهب ثرواتها واشباع نهم شركاتها الرأسمالية، التي لن تشبع أبداً.
[email protected]