274 كيلو... وزني

عراك على حلبة صراع عند الساعة الثالثة! جررت قدمين مثقلتين بـ 274 كيلو!
لاعب سومو لم أصل إلى لقب «اليوكوزانا»، مع أنني حققت بطولات عدة وأفنيت عمري على الحلبات، لأنني ببساطة لست يابانياً واللقب يُعطى فقط لمن يتحدر من أصل ياباني.
تناولت فطورا يضم الشانكونابا (1). بالنسبة إلى الآخرين، قد يدعو للغثيان، أما بالنسبة إليّ، فهو ضروري لزيادة وزني لتحقيق المزيد من الانتصارات! لأحصل على جسد لا يُهزم! وبذلك، أتهرب من خدمة إجبارية لمن هم أعلى مني مرتبة (2).

شعرت في لحظة أنني اخترت الرياضة الخاطئة. أنا المحب لشهرة ورشاقة بروس لي.
الغريب أن السينما لم تستعرض يوماً هذه الرياضة، فالعالمية قدمت فقط ثلاثة أفلام يتيمة، أما المصرية فقدمت فيلم «بودي فرعون السومو». هل لغموض تفاصيلها؟ من الصعب التكهن.
أعود إلى بروس لي، ذلك الشاب القوي... سرحت في معاركه الشرسة الطارح عدوه أرضاً بضربة الحية. هو الذي حقق شهرة عالمية عبر مهارة قتال تشبه مواجهة تنين ثائر.
أنا لاعب السومو تمنيت مواجهته علّني أحصد بعض شهرة تشبه تلك التي أضاءت حياته وأتت من أفلام بعدد أصابع اليد... العشرة فقط. كيف فعل ذلك، كيف استطاع تحقيقها وبطل اليوم يقدم المئات من الأعمال ليصل إلى أسفل لائحة الممثلين المشهورين!
حتى ابنه خاض التجربة وغُلب باسم واحد «بروس لي». هُزِم أمام مقارنة ومنافسة، ومصير وحّده هو ووالده! (3)
النقاد السنيمائيون اعتبروا أن بروس لي هو من أدخل الفنون القتالية الآسيوية إلى السينما وعرّف المشاهد الغربي والعربي عليها. تأثير ذلك نراه في ما يقدم اليوم في الأفلام، وتحديداً في المشاهد القتالية! الكونغ فو العريقة القديمة نقلها لي إلى الجزء الثاني من الكرة الأرضية ودرب عليها أسماء مشهورة مثل ستيف ماكويين وجايمس كوبرن.
لكن الأسطورة الرياضة القتالية السينمائية انطفأت باكراً برحيله في العام 1973، وهذا قد يفسر قلة عدد أفلامه.
أنهيت طعامي وتوجهت إلى غرفتي لأستعد لتماريني اللامنتهية! بحثت عن «التشونماغة» لأربط شعري ولففت حبل تسونا حول خصري. زاد وزني 15 كيلو بسبب ثقله. وبعد بحث طويل بعثرت خلاله ما تحتويه خزانتي، لمَسَت أصابعي قماش الماواشي (4). تحضيرات العراك طويلة، وما ارتديه يغطّي القليل من جسمي. كنت أفضل لو أختبئ وأخبّئ ثنايا بطني تحت رداء أسمك وأكبر حجماً.
لما لست محارب نينجا؟! هو أيضاً مشهور كتبت عنه الصحف، المجلات وظهر في الأفلام والمسلسلات وتحول إلى شخصيات سلحفية كرتونية.
محارب اشتهر في الثمانينات، وامتدت شهرته إلى الألفية الميلادية الثانية.
انتقاله إلى الولايات المتحدة لم يستغرق طويلاً بمساعدة برنامج يحمل عنوان «American Ninja Warrior» تَوّج جسي غراف كأفضل بطلة نينجا بمعنى حديث يختلف عن المفهوم التقليدي للمقاتل.
مقاتل النينجا الأصلي دُرّب لينجح في التجسس، في تنفيذ عمليات الاغتيال والتخريب كما في الأفلام التي عرّفتنا عليه (5)! هو ساموراي مجردٌ من الأخلاق! يقال إن العديد من الشخصيات الشرق آسيوية المعروفة انتمت إلى تلك الجماعة.
عدت إلى واقعي الذي يفصلني ساعة عن قتال أطرح فيه خصمي أرضاً في رياضة حافظت على شكلها ومضمونها و... ملابسها عبر السنوات، مع أنها لم تأخذ حقها في الشهرة لا تلفزيونيا ولا سينمائياً!

(1) الشانكونابا حساء يتناوله مقاتل السومو ليزيد وزنه
(2) مقاتل السومو إن لم يكن في المراكز المتقدمة للرياضة فهو دائماً يخدم الأعلى منه مرتبة.
(3) براندون لي هو ابن بروس لي، قتل في الثامنة والعشرين من عمره في أسوأ مشهد سينمائي بسبب رصاصة خاطئة انطلقت من مسدس في فيلم«The Crow» العام 1993.
(4) ماواشي، الحزام القماش الذي يُلف ويشكل الزي الرسمي لمصارعي السومو.
(5) من أهم أفلام النينجا: «Enter the Ninja» و «Pray for Death» و«The Octagon» و«Five Elements Ninjas» و«Ninja: Shadow Of a Tear».