أمسية للقراءة في سيرة الشاعر بـ «مركز جابر الثقافي»
الفايز مبدع «مذكرات بحار» ... «حديث الإثنين»




شادي الخليج: فذّ يمتلك زخماً كبيراً من الثقافة في كتابة الشعر ومعايشته له حتى أصبح لا يستهان به
أمل عبدالله: تعرفت صدفة على الراحل في القسم الأدبي بالإذاعة الشعبية
عبدالله خلف: من الشعراء النادرين في الخليج والعالم العربي
سالم خدادة: كان له خطّه الواضح في الشعر الحديث الذي ظهر في الكويت بعد الاستقلال
ضمن فعاليات مركز «جابر الأحمد الثقافي» بالموسم الثقافي الثاني 2018- 2019 الذي يحمل شعار «جسور ثقافية»، أقيمت أول من أمس في القاعة المستديرة ضمن «حديث الإثنين» قراءة في سيرة الشاعر الراحل محمد الفايز بحضور نخبة من معاصريه، منهم الفنان شادي الخليج والإعلامية أمل عبدالله والأديب عبدالله الخلف والشاعر الدكتور سالم خدادة، وأدارت الحوار الدكتورة شذا الفايز ابنة الشاعر الراحل.
الفايز استهلت حديثها بكلمات مؤثرة عن والدها الراحل موجهة شكرها للقائمين على مركز الشيخ جابر الثقافي لاحتضانهم الفعالية، ومثمنة حضور أصدقاء والدها ممن عاصروه ليتحدثوا عن تجاربهم ومحطاتهم معه.
بعدها، تحدث شادي الخليج عن صديق عمره الراحل محمد الفايز، واصفاً إياه بالشاعر الفذ الذي يمتلك زخماً كبيراً من الثقافة في كتابة الشعر ومعايشته له حتى أصبح من الشعراء الذين لا يستهان بهم. كما استذكر شادي الخليج خلال حديثه أوبريت «مذكرات البحار» الذي كتبه الراحل وأداه هو غناء بعد أن لحنه الموسيقار غنّام الديكان، حيث ذكر بأن الراحل لم يصدق أن ما كتبه يُلحّن ويُغنى أمام عينيه وهو لم يدخل البحر، لكن وصفه كان بشكل دقيق من خلال لوحات جميلة لا تزال عالقة في أذهان الجميع.
من جانبها، قالت الإعلامية أمل عبدالله إنها تعرفت على الراحل في القسم الأدبي بالإذاعة الشعبية عن طريق الصدفة، حيث كانت في بداية مشوارها الإعلامي وكان يُلقّب حينها بـ«سيزيف»، وبعدما بحثت عن معنى الكلمة عرفت أنه اسم لأسطورة معروفة، فبدأت تتعرف عليه أكثر وكان يشاركها في البرامج التي تقدمها، موضحة أن الراحل جاسم الشهاب هو من جعله يكمل كتابة «مذكرات بحار» الذي كان يلقيها مباشرة في الإذاعة، إذ أعطت هذه المذكرات زخماً كبيرا للإذاعة الشعبية في ذلك الوقت.
ومن جهته، قدّم الأديب عبدالله خلف وصفاً بليغاً لـ«مذكرات بحار»، الذي كتبه صديقه الراحل والذي يعتبر من الشعراء النادرين في الخليج والعالم العربي، باعتباره من وثق الحياة البحرية في ديوان شعر كامل. كما استعرض الخلف في حديثه العديد من الصور البلاغية التي تضمنها «مذكرات بحار» الذي أخذ شهرة واسعة بعد أن غناه شادي الخليج حتى أضحى معروفاً لدى الجميع للجمالية الموجودة بين طياته التي تضعنا أمام شاعر يمتلك ثقافة عالية في التنقل بقصيدته من دون معاناة.
وتبعه في الحديث الشاعر الدكتور سالم خدادة، موضحاً أن «الشاعر الراحل محمد الفايز لا يمكن أن نختصر مشواره الثقافي والأدبي بمذكرات بحار فقط، فهو له العديد من القصائد الشعرية الجميلة التي تحمل معاني كبيرة»، مشيراً إلى أن الفايز استفاد كثيراً من كتابته للقصة القصيرة التي كان لها دور كبير في تميز «مذكرات بحار» والتي جاءت على شكل لوحات متعددة كل لوحة تحمل بين طياتها العديد من المفردات المميزة، وهذا يدل على أنه لم يكن شاعراً سهلاً، بل له خطه الواضح في الشعر الحديث الذي ظهر في الكويت بعد الاستقلال.
وفي الختام، أصرّت أمل العازمي على الحضور من «جمعية المكفوفين الكويتيين» حتى تتحدث عن الراحل الذي تقمص دور الغواص وكتب «مذكرات بحار» ليوضح للجميع مدى المعاناة التي يعانون منها في البحر بحثاً عن الرزق، منوهة في خضم حديثها إلى أن الراحل كان قريباً من وطنه العربي وكان يشعر بآلامه، لذلك أصدر ديواناً شعرياً خاصاً عن لبنان إبان اندلاع الحرب الأهلية.
يذكر أن الراحل من مواليد 1938، ونظم الشعر وهو في السادسة عشرة من عمره، ثم اتجه إلى كتابة القصة السردية، ليعود بعدها إلى الشعر مصدراً 11 ديواناً كان أولها «مذكرات بحار»، ثم انطلق بعدها وأطلق «النور من الداخل»، «الطين والشمس»، «رسوم النغم للفكر»، «بقايا الألواح»، «ذاكرة الآفاق»، «لبنان والنواحي الأخرى»، «حداء الهودج»، «خلاخيل الفيروز»، «تسقط الحرب»، وبعد رحيله تم طبع ديوان «خرائط البرق» و «المجموعة الشعرية الكاملة»، بالإضافة إلى إعادة طباعة ديوان «مذكرات بحار».