إضاءات

أبناؤنا... والتنمية

No Image
تصغير
تكبير

رغم الوفرة المادية التي تتمتع بها الكويت - والحمد لله على ذلك - إلا أننا لا نزال غير مدركين لأهمية أن تكون لدينا نواد وأماكن يمكن فيها أن نمرن أطفالنا وشبابنا على كل صنوف الحياة، من خلال تنظيم الدورات وورش العمل وخلافه.
هذه الأماكن ليست من أجل الترف أو تقضية أوقات سعيدة لأبنائنا، ولكنها أماكن يمكن من خلالها تربية النشء على حب الثقافة والفنون والعلم، وتعويده على أن يكون متفاعلاً مع الحياة، ومن ثم نمو ذهنه بشكل سليم، وواع.
نعم لدينا مهرجانات للأطفال والنشء، تنظمها جهات رسمية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ولكنها مرتبطة بموسم ووقت، وغير مستمرة طوال العام، مما يترك فراغاً لدى الأطفال والشباب، وهي قليلة وغير كافية لأن تنمي المواهب والقدرات، لذا يتعين على الجهات الرسمية المعنية في وزارة الشباب والنادي العلمي، أن تقوم بدورها، من خلال تنظيم دورات وورش عمل، وأن تنظم لها دعاية كافية، كي يتعرف عليها أولياء الأمور، ومن ثم إرسال أبنائهم إليها، للاستفادة مما تقدم، وألا تلتزم بوقت أو موسم،  حتى في الأيام الدراسية، يجب ألا تتوقف.


ففي حقيقة الأمر يشغلنا جدا الأجيال الواعدة، وأرى أن مستقبل أي مجتمع ونهضته مقرون بهذه الأجيال، وبالتالي فإن التفكير يجب أن يتجه في مصلحته، والطريقة التي من خلالها أن نحقق لهم كل ما يصبون إليه في مسألة تنمية المهارات، والاشتباك مع العلم في منظومة تساعدهم على أن يكونوا جديرين بالمستقبل المشرق.
فما الذي يمنع من أن تقام مثل هذه النوادي والأماكن التي بمقدورها أن تستوعب أطفالنا وشبابنا، لحضور دورات مدروسة وورش عمل متقنة، في مجالات أدبية وفنية وعلمية ومهنية وحياتية مختلفة، وبمشاركة أساتذة ومدربين مهرة، من أجل تهيئة هؤلاء الأبناء على حب المسؤولية، والمساهمة بشكل بناء في نهضة الوطن، بدلاً من تركه مع أجهزتهم الذكية، التي نجهل معظم ما تحتويه من برامج وأفكار.
وهذا التوجه سيسهم في تربية الأبناء على العمل، والالتزام بمفاهيم علمية سليمة، وزيادة يقينهم في العلم، وتفهمهم الصريح لأهميته في النهضة، كما سيعودهم ذلك على أن يكونوا أكثر حرصاً على أحلامهم، والتفاعل مع الواقع من منظوره الحقيقي.
فيجب أن توجه بعض إمكانياتنا  المادية - كما يحدث في دول أخرى حريصة على مستقبلها – إلى هؤلاء الأبناء، بشكل منظم وجدي، من دون توقف أو التزام بمواعيد محددة في العام، ولن يؤثر تحصيلهم العلمي ، لو قضوا بعض الساعات في الأسبوع في هذه النوادي التثقيفية والتدريبة والعلمية، بل بالعكس فإن مهاراتهم ستزداد، وسيكونون أكثر تفوقاً في دراستهم، وأكثر وعياً.
هذه بعض الأفكار البسيطة، التي أنشد من خلالها أن يكون مستقبل الوطن نصب أعيننا من خلال الاهتمام بعناصره التي يمثلها الأطفال والشباب، وكم أتمنى أن أراها حقيقية على أرض الواقع.

* كاتب وأكاديمي كويتي

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي