بما فيها حسابات مواقع التواصل والبيانات المصرفية
حياتك الرقمية للبيع بـ 50 دولاراً فقط!



- الضحايا يخسرون المال... وتتضرّر سمعتهم
- يجدون أنفسهم مطالبين بديون اقترضها منتحلون
- قد تصبح مشتبهاً بك بارتكاب جرائم نفذها آخرون
باتت سرقة الهويات الإلكترونية ظاهرة «مخيفة» تقلق الكثير من الناس حول العالم.
ولتسليط الضوء على هذه الظاهرة، خلص تحقيق أجروه باحثو «كاسبرسكي لاب» إلى أن المجرمين يبيعون نسخة من الحياة الرقمية الكاملة المسروقة لشخص ما بأقل من 50 دولاراً، بما يشمل بيانات حسابات وسائل التواصل الاجتماعي والتفاصيل المصرفية، وبيانات الوصول عن بعد إلى الخوادم والأجهزة المكتبية، وحتى بيانات من خدمات شهيرة مثل «Uber» و«Netflix» و«Spotify».
وفي تحقيق حول أسواق ما يُعرف بشبكة «الويب المظلمة» لمعرفة مقدار القيمة المالية للبيانات الشخصية، وكيف يتم استخدامها من قبل المجرمين، كشف البحث أن الهويات الرقمية، التي قد لا تكون ذات قيمة مالية كبيرة، تشكّل رصيداً مهماً للمجرمين بطرق أخرى.
ولفت إلى شهية مفتوحة لدى المجرمين الإلكترونيين، لسرقة البيانات من الخدمات الرقمية واسعة الانتشار، كحسابات شبكات التواصل الاجتماعي، ومواقع الألعاب.
واعتبرت «كاسبرسكي لاب» أن ارتباك المستخدم في شأن قيمة بياناته، قد يؤدي إلى اتباعه نهجاً عشوائياً تجاه الأمن، يسهّل على اللصوص سرقة البيانات وارتكاب الجرائم.
وحذّرت «قد تكون للبيانات التي تمّت سرقتها بسبب تراخي الأفراد تجاه أمن هوياتهم الرقمية، قيمة محدودة عند إعادة بيعها، ولكن يمكن استخدامها في أشكال أخرى، ما يمكن أن يتسبب بمشاكل كبيرة للضحايا الذين قد يخسرون المال وتتضرّر سمعتهم، وقد يجدون أنفسهم مطالبين بسداد ديون تحمّلوها بفعل مجرمين اقترضوها منتحلين هوياتهم، أو مشتبهاً بهم في ارتكاب جرائم ارتكبها أشخاص آخرون لجأوا إلى التستّر بهوياتهم المسروقة».
ولفتوا إلى أن المجرمين قد يبيعون أيضاً بيانات مواقع الألعاب الإلكترونية وتطبيقات المواعدة، والمواقع الإباحية التي قد تخزن معلومات بطاقة الائتمان.
كما وجد الباحثون أن السعر المدفوع للحساب الذي يتمّ اختراقه لا يزيد على دولار واحد، في حين يقدّم المجرمون خصومات على الشراء بالجملة.
وذكرت الشركة أن أكثر الطرق شيوعاً لسرقة هذا النوع من البيانات، بحملات التصيد أو استغلال الثغرات الأمنية في التطبيقات المتعلقة بالويب، إذ يحصل المجرم بعد هجوم ناجح على كلمات المرور الخاصة بالخدمات التي تم الاستيلاء عليها.
وتابعت أنه مع استخدام كثير من الأفراد لكلمة مرور موحدة لحسابات عدة، قد يتمكن المهاجمون من استخدام هذه البيانات للوصول إلى حسابات للأفراد أنفسهم على منصات أخرى.
ووجدت الدراسة أن بعض المجرمين الذين يبيعون البيانات، يقدّمون للمشترين ضماناً عليها مدى الحياة، وأنه لذلك فإن المشتري سيتلقى حساباً جديداً مجاناً إذا توقف أحد الحسابات عن العمل.
وفي هذا السياق، أوضح أحد كبار الباحثين الأمنيين في «كاسبرسكي لاب»، ديفيد جاكوبي، أن اختراق البيانات يشكّل تهديداً كبيراً للجميع، مبيناً أن هذا التهديد ينطبق على المستويين الفردي والمجتمعي، وعازياً السبب إلى أن البيانات المسروقة تستخدم في تمويل كثير من الشرور الاجتماعية.
وأضاف أنه ثمّة في المقابل خطوات يمكن اتخاذها لمنع ذلك، كاستخدام حلّ أمني إلكتروني، وإدراك مقدار البيانات التي تتاح مجاناً لأطراف أخرى، خصوصاً في ملفات التعريف المتاحة للجمهور في مواقع التواصل الاجتماعي.
واعتبر أنه يمكن للأفراد تجنّب هذه المخاطر باتخاذ عدة خطوات أمنية سهلة، ينبغي لها أن تصبح جزءاً لا يتجزأ من أي حياة رقمية لمستخدم الإنترنت، ومنها التحقق دائماً من صحة عنوان الرابط والبريد الإلكتروني للمرسل قبل النقر على أي شيء في الرسالة الإلكترونية، للبقاء في أمان من هجمات التصيّد.
ولفت إلى أن الحلول الأمنية القوية ستعمل على تحذير المستخدم، إذا حاول زيارة صفحة «ويب» مخادعة، منوهاً بأنه لتجنب وقوع أي حادث تسرّب للبيانات قد يضرّ بجميع هويات المستخدم الرقمية، يُنصح بعدم استخدام كلمة المرور نفسها لمواقع ويب أو خدمات عدة.