نشرت قبل أيام إحدى الصحف المحلية وبعض المواقع الإخبارية العربية خبراً عن إصدار ما يُسمّى بهيئة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب السورية قائمة بأسماء 615 شخصاً من جنسيات عربية وأجنبية اتهمتهم بتمويل الإرهاب.
وكان من بين هذه القائمة 30 شخصاً كويتياً، من بينهم نائب وزير الخارجية الكويتية السيد خالد الجارالله، ووزارء سابقون ونواب حاليون وسابقون، ومجموعة من العلماء والدعاة.
وسواء نفت أم لم تنفِ السفارة السورية في الكويت هذا الخبر، فإن من المعلوم أن أسماء الكويتيين الذين ضمتهم القائمة يجمعهم عنصر مشترك ألا وهو نصرة الشعب السوري المظلوم.
لقد تحركت تلك الأسماء من منطلق وصية الرسول عليه الصلاة والسلام، التي أمر فيها بنصرة المظلومين، ومن باب أن المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كالجسد الواحد، الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
وبلا شك أن كل من كان له ضمير حي، لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي وهو يرى أشقاءه من أبناء الشعب السوري تراق دماؤهم وتمزق أشلاؤهم وتنتهك أعراضهم، ويعذب كبارهم وصغارهم ونساؤهم ورجالهم، ثم لا يقوم بنصرتهم أو الاستجابة لصرخات استغاثتهم.
ولذلك هذه القائمة التي قام أصحابها بهذه الأعمال النبيلة، ينبغي أن تُسمى بقائمة الشرف لا قائمة الإرهاب.
وبما أن الذي وصف هذه القائمة بالإرهاب هو نظام، يداه ملطختان بدماء الأبرياء، فهي شهادة عزة لأصحابها، وكما قال الوزير السابق الدكتور نايف العجمي - اسمه ضمن القائمة - معلقا عليها:
لا نقول إلا كما قال المتنبي:
وإذا أتتك مذمّتي من ناقص
فهي الشهادة لي بأني كامل
العجب أن هذا النظام الذي قتل أكثر من نصف مليون من أبناء شعبه، وشرد الملايين، واستجلب المرتزقة وميليشيا حزب الله، والقوات الإيرانية والروسية، التي فتكت أسلحتها بالأبرياء، هو الذي يصف غيره بالإرهاب! وهو بذلك ينطبق عليه المثل: «رمتني بدائها وانسلت».
وبمناسبة الحديث عن الإرهاب... فإننا نتعجب من مساعي البعض للاستعجال بإعادة العلاقات مع هذا النظام المجرم!
وهم بذلك يزيدون جراحات الشعب السوري الشقيق، وكما قال أحدهم كأننا نضع الملح على جروحهم لنزيد من معاناتهم.
إن عودة العلاقات مع النظام السوري هي تفريط في دماء الضحايا، وهي كما قال الدكتور عبدالله النفيسي كارثة تاريخية.
هناك سؤال طرحه البعض: هل هذا التقارب وإعادة العلاقات مع النظام السوري له علاقة بالعملية العسكرية التي ستقوم بها القوات التركية خلال الأيام المقبلة في منبج وشرق الفرات للقضاء على التنظيمات الإرهابية هناك؟
Twitter:@abdulaziz2002