روى لـ «الراي» ملابسات «الكمين المسلّح» الذي تعرض له

مشعل عبد الرحمن الملحم طارت سيارته في عملية قرصنة شمال بيروت

تصغير
تكبير
| بيروت - من فاطمة قاسم |
تعرّض مشعل عبد الرحمن الملحم لعملية «قرصنة»، لكن في لبنان وليس في الصومال، فـ «المستثمر» الذي لبى نداء الاخوة للمجيء الى «وطنه الثاني» ومساندته «كل على طريقته» وقع في فخ احدى «العصابات المسلّحة» وهو في طريقه لتفقد احد العقارات لشرائها ... اجبر بقوة السلاح على الترجل من سيارته وترك كل اغراضه، قبل ان يفر افراد العصابة بـ «غنائمهم» الى جهة مجهولة.
قبل ظهر امس اوردت «الوكالة الوطنية» الرسمية على موقعها الالكتروني الخبر الآتي: «افاد مندوبنا ان مجهولين اقدموا في الساعة الثانية من فجر اليوم (امس)، على سلب جيب تويوتا من طراز لاند كروزر ابيض اللون يحمل لوحة كويتية «890206» بقوة السلاح على الطريق الصاعد من نهر ابراهيم الى قرطبا بين كاليري مايكل ومفرق معمل كوزمالين وفروا الى جهة مجهولة بعد ان ترجل مشعل عبد الرحمن الملحم من الجنسية الكويتية وسالم لبيب عطا الله من ادونيس - جبيل من الجيب».

لم يكن سهلاً الاتصال بمشعل، الصحافي «المتقاعد» الذي كان يصنع الخبر، فها هو خبر بعينه ... هواتفه سلبت مع سيارته الرباعية الدفع، وبعد محاولات عدة بين بيروت والكويت تمكنت «الراي» من الاتصال به، فروى لنا ما حلّ به في «ليلة ليلاء» لن ينساها ابداً.
بعد الاطمئنان عليه، تحدث عن ملابسات الحادثة التي تعرض لها، فقال: «تناولنا العشاء في منطقة الضبية، وخلال خروجنا عند الثانية صباحاً الى أوتيل sunrise في منطقة ساحل علما، سرنا في اتجاه نهر ابراهيم ومنه الى منطقة ادونيس، صعوداً نحو طريق قرطبا... كنت أتكلم على الموبايل مع ابن أختي، ولم أر أي سيارة ورائي فإذا بسيارة تويوتا راف فور سوداء مفيمة تظهر فجأة أمامي. تضربنا بيمينها على الجانب الأيسر من سيارتنا، وتقذفنا الى الرصيف. ثم ينزل ثلاثة مسلحين شباب من السيارة التي بقي السائق في داخلها، وقف احدهم بجانب سيارتنا وطلب الآخران منا ترك كل ما معنا من بطاقات ومفاتيح وهواتف خليوية، وصعدوا سيارتي وانطلقوا في اتجاه قرطبا».
في البداية، اعتقد مشعل أنهم من الشرطة، «سالم (شاب لبناني كان في صحبته) نزل مباشرة ووجهوا اليه السلاح، فأخبرتهم أنني كويتي بعد أن ظننتهم مخطئين، فطلبوا مني النزول وترك المحفظة والمفاتيح والموبايل ثم هددونا بكلاشن ومسدسات ولم تكن وجوههم مغطاة، وأعمارهم تراوحت بين العشرينات والثلاثينات».
يضيف مشعل: «خرج الجيران القاطنون في منطقة الحادثة في اللحظة عينها، وبينهم عسكري من الجيش اتصل بالشرطة، وأتت القوى الأمنية بسرعة بثياب مدنية وعسكرية، انتشرت في المكان وحاولت معرفة الطريق التي سلكها اللصوص».
ويلفت «ذهبنا بعد الحادثة الى قسم الشرطة في جبيل، دونوا محضراً وأخبرونا ان القصة مألوفة تحصل دائماً، وغالباً ما يتصل اللصوص بالضحايا بعد السرقة ليطلبوا مبلغاً من المال مقابل ارجاع السيارة. والشرطة ابلغت الينا انها لا تستطيع التصرف حيال ذلك».
لم يكن امام مشعل سوى الاتصال فوراً بالبنك لوقف كل العمليات المصرفية العائدة له، اضافة الى بطاقات السحب الآلي.
ويقول: «اجريت اتصالاً بخط هاتفي المسروق بعد ساعة من الحادثة وكان لا يزال يعمل. في الوقت، الذي اخبرتني الشرطة أنه في الامكان تحديد مكان الهاتف، لكن ذلك لم يتم!. لم أخبر السفارة بالحادثة لأنها تقفل نهار السبت وأنا لا أحمل رقم هاتفها».
فقد مشعل محفظة تحوي بطاقات الصرف الآلي والهوية بالاضافة الى الهاتف الخليوي والسيارة البالغ ثمنها 30 ألف دولار.
أما سالم فقد أخذ اللصوص هواتفه الخليوية الثلاثة وخطي هاتف لبنانيين وواحد كويتي، ودفتر قيادة وأربع بطاقات ائتمان.
يقول مشعل «ازور لبنان دائماً بسبب استثماراتي في منطقة كسروان. وصلت أمس (اول من امس) الى بيروت عند 6:30 مساء». وهو يرفض ان يسترد سيارته «على الطريقة اللبنانية» و«إذا طلبوا مبلغاً من المال لاسترداد سيارتي حتى لو كان صغيراً لن ادفع، لأن المبدأ خاطئ من اساسه».
ويؤكد «ما زلت مصدوما حتى الآن، كان من المفروض أن أعيد السيارة الى الكويت قريباً والآن سأتحمل المصاريف الزائدة، لأنه في الكويت سيعتقدون أنني بعتها وأتهرب من دفع تكاليف الجمارك».
ويتابع «كنت أنوي شراء عقار في تلك المنطقة لكن لن افعل ذلك ولن أعود الى لبنان الا بعد الانتخابات. لم أكن أتوقع أن أتعرض لهكذا حادث في حياتي، زرت عشرات البلدان ولم أتعرض لهجوم مسلح من قبل».
مشعل الملحم عمل صحافياً في «القبس» و«الطليعة» وتوقف عن هذا العمل.
اما سالم لبيب عطا الله صديق مشعل فشرح لـ «الراي» كيف تم وضع السلاح في رأسه، كي يترك كل شيء، ويستدرك «لا أحد منهم تعرض لنا بالضرب، المنطقة التي تواجدنا فيها مفتوحة على كل الطرقات في اتجاه بعلبك واللقلوق ونهر ابراهيم، ولا حواجز للجيش فيها».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي