حوار / «هناك نواب ساهموا في تعطيل الحياة البرلمانية وتأجيل الجلسات»

الملا: إن أخطأت الحكومة فلن نتردد في محاسبتها ولسنا أداة لتنفيذ أجندات خاصة

تصغير
تكبير
حمل النائب صالح الملا عددا من النواب مسؤولية تعطيل الحياة البرلمانية، وتأجيل جلسات مجلس الامة، من خلال اثارتهم موضوعات لم يكن لها اي مسوغ، لا سيما من دعم الاستجواب المفتعل ضد سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد.
وقال الملا لـ «الراي» «نحن لا نقف في صف الحكومة، ولا نجامل اي وزير، ان ارتكب خطأ او قام بمخالفات معينة، وفي المقابل نرفض ان نكون اداة لتنفيذ اجندات بعض المتنفذين من خارج البرلمان، فالملاحظ ان هناك اشخاصا يشعلون الازمات، لا يروق لهم شيوع الاستقرار».
وبين الملا: ان جلسات مجلس الامة التي تعقد في الفترة المقبلة سيتم تأجيلها حتى انتهاء مؤتمر القمة الاقتصادية في الكويت، واقترح ان تعقد جلسة كل اسبوع بدلا من جلسة كل اسبوعين، لتعويض ما فات من جلسات، خصوصا ان هناك جدول اولويات تنموية يجب مناقشته».

وذكر الملا انه «سيقوم بطرح موضوعات في لجنة الظواهر السلبية تستحق الدرس والمناقشة مثل ظواهر التطرف الديني والارهاب والانتخابات الفرعية، وانضمامي إلى اللجنة جاء بعد فقداني أمل الغائها، فنحن علينا ان نتعامل مع الواقع».
وشدد على ثباته على مواقفه، «والآراء التي طرحتها في الندوات الانتخابية، فلن اتردد في فضح كل من يريد ان ينهب خيرات البلد، ومثلما عاهدت الناخبين لن اتردد في كشف كل من يحمل راية الفساد والافساد، وان الفترة الماضية من عمر المجلس لم تكن مهيأة لطرح الافكار، لانها كانت تغص بالفوضى والصخب».
وهنا التفاصيل:
• من يتحمل مسؤولية المشهد الذي يعيشه الحراك السياسي راهنا؟
- اي مشهد تعني؟
• الحركة مشلولة، والمجلس يعيش ركودا، والحكومة مستقيلة مع وقف التنفيذ؟
- حتى نكون منصفين، علينا ان نتساءل، من المسؤول عن جرنا إلى هذا الموقف؟ بعض التصرفات النيابية لم يكن لها اي مسوغ، هناك من سعى إلى تعطيل الحياة البرلمانية، خصوصا من دعم الاستجواب المفتعل الذي قدّم إلى سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد.
نحن ننتقد الحكومة اذا اخطأت، ونذهب إلى اقصى درجات المراقبة، ولا نحابي او نجامل اي وزير، وفي المقابل لا نقبل ان نكون اداة لتمرير اجندات خاصة، يحركها بعض المتنفذين من خارج البرلمان، فكلما نزع فتيل ازمة، اشتعلت أزمة أخرى.
• من هؤلاء الذين يسعون إلى اشعال الازمات؟
- كل من يعطل المجلس، ويرهق النواب في مساجلات تضيع الوقت، وتؤجل الجلسات المهمة، فالجلسة التي انسحبت منها الحكومة كان من المفترض ان تناقش فيها قوانين في غاية الأهمية، مثل قانون القطاع الأهلي، هناك اولويات اتفق عليها البرلمان والحكومة، وكنا في قمة التفاؤل، لان انجاز هذه الاولويات، سيعتبر انتصارا للمجلس، وسيولد شعورا بالارتياح، ولكن هناك تصرفات من بعض النواب حالت دون اتمام مثل هذه الاولويات.
• في ظل تأجيل جلسات مجلس الأمة، ما الحل من وجهة نظركم لتعويض ما فات؟
- هناك جلسات سيتم تأجيلها، والمجلس لن يلتئم قبل 20 يناير المقبل، فحتما لن تكون هناك جلسات قبل انتهاء مؤتمر القمة الاقتصادية الذي سيعقد في الكويت، ولتعويض هذه الجلسات، اقترح ان تعقد جلسة كل اسبوع بدلا من جلسة كل اسبوعين، وهناك اولويات لا بد من النظر اليها، وطرحها للمناقشة، وهي موجودة اصلا على جدول الاعمال، وعلى النواب ان يعوضوا مافات، ويحاولوا قدر المستطاع ان يتجنبوا الامور التي تزيد من هوة الخلاف ما بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وتلهي المجلس في موضوعات غير منطقية، نحن ندعو إلى تبني الخطط التنموية التي تنهض باقتصاد البلد، في ظل الظروف المالية التي نعيشها، ومن المحتمل ان تزداد سوءا في الايام المقبلة.
• لكنك انتقدت وبشدة وزير المالية مصطفى الشمالي عندما قال معلقا على التدهور المالي «شدوا الحزام».
- بالفعل انتقدته، لانه يطالب بشد الحزام، وان البلد مقبل على ازمة مالية، وتناسى ما ذكره بخصوص متانة الاقتصاد الكويتي، وانه لا يرى اي مسوغ للقلق الذي انتاب الناس بعد التدهور المالي، لان الاقتصاد الكويتي متين، ولن يتأثر باي هزة، علما بانه صرح اكثر من مرة، بان هناك فائضا ماليا، ونحن ندعو الحكومة إلى استثمار الفوائض المالية في المشاريع التنموية التي تعود بالنفع على المواطن مثل معالجة المشكلة الاسكانية، وايجاد حلول ناجعة للمشكلة الصحية، ناهيك عن ترميم القصور الذي شاب الحقل الصحي.
• على الرغم من دعوتك إلى الغاء بعض اللجان البرلمانية الموقته، الا انك رشحت نفسك لعضوية هذه اللجان، رغم قلة عدد الأعضاء؟
- الدعوة التي اطلقتها كانت بداعي عدم وجود اي داع لتشكيلها، لانها عمليا غير ضرورية، وطبيعة عمل هذه اللجان تتشابه إلى حد كبير مع بعض اللجان الدائمة والمفارقة ان هناك لجانا لم تجتمع الا مرة واحدة، او مرتين على ابعد تقدير، وعموما نحن قلنا ان تقليص اللجان يعتمد اعتمادا مباشرا على قناعة النواب، فهناك لجان من الممكن الاستغناء عنها، فمثلا لجنة الظواهر السلبية، من الممكن ان تندرج تحت لواء لجان اخرى تتشابه معها من حيث الشكل والمضمون.
• لكنك الان عضو في لجنة الظواهر؟
- مشاركتي في لجنة الظواهر جاءت بعدما فقدت الأمل في الغائها، فاللجنة حظيت بقبول نيابي، وعلي ان اتعامل مع الواقع، اردت ان اكون قريبا من صناع القرار، فلماذا لا نشارك في رسم سياسة اللجنة بدلا من ترك البعض يفرض علينا اجندته؟ اردت ان اكون خط دفاع مباشرا، واتصدى لاي محاولة تهدف إلى فرض بعض الظواهر التي لا تتوافق مع الدستور والحريات والنظام الديموقراطي الذي اخترناه.
• ما الدور الذي ستلعبه في لجنة الظواهر؟
- لدي الكثير من الافكار التي سأطرحها، واعتبرها ظواهر سلبية يجب الحد من تفاقمها، فظاهرة التطرف الديني من اهم الموضوعات التي سأطرحها، فهذه الظاهرة تحتاج إلى وقفة حازمة من قطاعات الدول كافة، لان الامر استفحل، ولم يعد بمقدورنا تجاوزه، والسكوت عنه، وسأطرح ايضا موضوع الارهاب الذي بات يشكل خطرا كبيرا على استقرار غالبية البلدان، ولن نضع اللوم على الآخرين في معالجة ظاهرة الارهاب، وانما سنطرح القضية بكل ابعادها، ومن الظواهر السلبية التي وضعتها في اجندتي، ظاهرة الانتخابات الفرعية التي يجب ان نضع لها حدا، لانها اصبحت عاملا معيقا لاجراء انتخابات ديموقراطية حرة، فمن غير المنطقي ان يتم اختيار نواب الامة وفق اعتبارات قبلية وطائفية، والاشد ايلاما ان هناك من يسعى إلى ترسيخ هذه المفاهيم لدى الناخب، واذا لم تواجه مثل هذه الظواهر، فان العملية الديموقراطية سيتم تقويضها من قبل اعدائها.
• عندما فزت في الانتخابات، راهن عليك الكثيرون وخصوصا ابناء المنبر الديموقراطي، الان هناك من يردد انك لم تشف غليلهم، انك حتى هذه اللحظة لم تقدم ما يطمحون اليه؟
- في الندوات الانتخابية، وعندما طرحت نفسي مرشحا للدائرة الثالثة، عاهدت الناخبين على الدفاع عن مصلحة الكويت، وقلت حينذاك لن اتردد في فضح كل من يريد ان ينهب خيرات الكويت، ولن اتردد في كشف كل من يحمل راية الفساد والافساد، وانا مثلما عاهدتم، لن يغريني الكرسي، وانما ضاعف مسؤولياتي، والمرحلة الماضية من عمر المجلس، شهدت صخبا وفوضى بعثرت الاوراق، ولم تمنحنا اي فرصة لطرح افكارنا ومشاريعنا، ومع ذلك لن نخذل قواعدنا سواء كانوا في الدائرة الثالثة، او في الدوائر الاخرى، فنحن جميعا ابناء الكويت، وانا نائب لكل ناخب كويتي.
• ومن الملاحظ انك ركزت على وزارتي النفط والشؤون؟
- اولا انا عملت في القطاع النفطي، ولدي خبرة في هذا المجال، واعرف الكثير من التجاوزات التي ذكرتها في اسئلة برلمانية قدمتها إلى الوزير المهندس محمد العليم، ولم يرد علي، وانا ليس لدي عداوة شخصية مع الوزير العليم، ولكنه وبكل صراحة ليس لديه القدرة على احتواء المشاكل التي تغص بها الوزارة، فهو حتى هذه اللحظة لم يقم باصلاح الخلل الذي يشعر به ابناء القطاع النفطي.
• وماذا عن الشؤون؟
- في بادئ الامر قدمت اسئلة برلمانية بخصوص بعض الاسماء المتورطة في ملف العمالة الوافدة، ولم يرد علي الوزير بدر الدويلة، وتاليا عقدت جلسة خاصة، وشكلت لجنة للتحقيق في الملف، ومن ثم ظهرت مشكلة ايقاف النشاط الرياضي الكويتي، وجرى اثارة هذا الموضوع في لجنة الشباب والرياضة البرلمانية، واستدعي الوزير وتعهد بتقديم تعديلات على القوانين الرياضية حتى يتم عرضها على مجلس الامة، والوزير اوفى بوعده، وقدم التعديلات إلى مجلس الوزراء، والكرة باتت في ملعبه.
• من يتابع ندواتك، ويحضر مقابلاتك التلفزيونية يشعر بأنك لديك ذائقة شعرية؟
- انا قارئ نهم، اقرأ منذ الصغر، ولم تقتصر قراءاتي على الكتب السياسية، وانما اقرأ في الادب والتاريخ، واتذوق الشعر، ولا افوت اي فرصة للقراءة، ففي عطلة عيد الاضحى، نويت السفر إلى البحرين بمعية زوجتي، ورغم انها اجازة خاصة، الا انني اخذت معي كتبا وروايات تحمل طابعا ترفيهيا بالاضافة إلى تقارير دواوين المحاسبة.
• وماذا عن الرياضة؟
- ارتبط اسم عائلتي بالرياضة، فوالدي رحمه الله كان رئيس النادي العربي، وانا في فترة من الفترات كنت عضوا في مجلس الادارة، وازاول كرة القدم منذ الصغر، ولم ازل كذلك، فكلما وجدت الوقت الكافي لن أتردد في لعب كرة القدم.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي