مؤتمر «آسبن» في واشنطن تحول إلى مناسبة لإظهار الدعم الأميركي المستمر للبنان

فيلتمان: «حزب الله» خلق التهديدات لتبرير احتفاظه بسلاحه قطوف: سورية برهنت عن تفوقها بإفساد الأمور في لبنان

تصغير
تكبير
| واشنطن من حسين عبدالحسين |
تحول المؤتمر الذي نظمه معهد «آسبن» بالتعاون مع «مؤسسة نهضة لبنان»، امس، الى مناسبة لاظهار الدعم الاميركي المستمر للبنان، واثنى معظم المتحدثين على بعض التطورات في المنطقة تتقدمها مفاوضات السلام السورية مع اسرائيل داعين الى استئناف مفاوضات سلام لبنانية اسرائيلية مشابهة.
وحضر المؤتمر حشد كبير من السياسيين والديبلوماسيين والباحثين والناشطين الاميركيين واللبنانيين، لم تتسع لهم القاعة المخصصة للحضور، وتصدرتهم وزيرة الخارجية السابقة مادلين اولبرايت، ووزير الدولة اللبناني نسيب لحود.

افتتح الجلسة رئيس «مؤسسة نهضة لبنان» ايلي خوري الذي اشار الى الذكرى الثالثة لاغتيال النائب والاعلامي اللبناني جبران تويني وتحدث عن اهداف مؤسسته التي قال انها تأسست العام 2005 «لتواجه التحديات الكثيرة» في البلاد بعد «ان قرر اللبنانيون مستقبل بلادهم» في ذاك العام.
لحود القى كلمة الافتتاح بالتذكير بتظاهرة 14 مارس، «التي شارك فيها مليون ونصف المليون لبناني، اي ما يقارب نصف الشعب، فأسقطو الحكومة الموالية لسورية وجاءت حكومة حيادية نظمت الانتخابات النيابية التي فازت فيها حركة 14 مارس».
وقال الوزير اللبناني ان «الحركة الشعبية رافقها دعم بالاجماع من المجتمع الدولي».
كما تحدث لحود عن اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري وعن صدور قرارات مجلس الامن الرقم 1559، الذي طالب بانسحاب الجيش السوري من لبنان، والقرار الرقم 1701، الذي يعمل على اعادة هدنة العام 1949 بين لبنان واسرائيل حتى حل الصراع العربي - الاسرائيلي بموجب مبادرة السلام العربية، والقرار 1757 الناظم للمحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الحريري وشخصيات من تحالف «14 مارس».
وقال لحود ان «سورية وافقت، اثر القمة بين الرئيسين اللبناني ميشال سليمان والسوري بشار الاسد على تبادل السفارات مع لبنان، برعاية الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي». لكنه وصف هذه الخطوات بـ «غير الكافية الى ان يتم ترسيم الحدود الكامل بين البلدين، وتحديد مصير المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، وتعديل اتفاقات التعاون بين البلدين والتي وقعت في زمن الهيمنة السورية على لبنان».
واثنى لحود على الجهود التركية لرعاية مفاوضات السلام بين سورية واسرائيل، كما اثنى على الدعم الاميركي للجيش اللبناني وقال ان «سلاح حزب الله هو مركز خلاف داخل لبنان».
واضاف: «حزب الله حرر لبنان من الاحتلال الاسرائيلي لكن على السلاح الان ان يكون بحوزة الجيش اللبناني فقط وان ينحصر قرار السلم والحرب بالدولة اللبنانية، حتى يصار الى دمج الذراع العسكرية للحزب بمؤسسات الدولة ويتحول الحزب الى حزب سياسي من دون تهميشه».
وقال لحود: «الدعم الذي نطلبه لا نطلبه لمعسكر او لفئة او لتحالف، بل للبنان، بغض النظر عن من في السلطة في بيروت او في واشنطن».
بعد كلمة لحود، افتتحت اولبرايت الجلسة الاولى التي تحدث فيها السفراء السابقون في كل من لبنان وسورية واسرائيل وهم الديبلوماسي الحالي جيفري فيلتمان وزميلاه السابقان تيد قطوف ومارتن انديك.
وتحدثت اولبرايت، وهي وانديك من المقربين من وزيرة الخارجية المعينة هيلاري كلينتون، عن التغيرات المقبلة في واشنطن، مع وصول الادارة الجديدة، وفي المنطقة. واعتبرت ان بلادها ستنسحب من العراق وستعمل على استكمال عملية السلام الفلسطينية - الاسرائيلية».
بدوره، شدد فيلتمان على اهمية انهاء الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين وقال ان وفدا تألف من 44 من النساء العرب زار واشنطن في شهر اكتوبر، 11 منهم من اللبنانيين. وقال فيلتمان ان اثناء لقاء النسوة مع وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، تمحورت اسئلتهن، بما فيها سؤال العراقية من بينهن على الرغم من المتاعب التي تواجه العراق، حول موضوع الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي.
فيلتمان استذكر صدور القرار 1559 بالقول ان «الفلسفة وراء هذا القرار» كانت تقضي بتسليم حكومة لبنان مصير البلاد، على عكس «الاملاءات على الطريقة السورية».
وقال فيلتمان ان بلاده «لا تسعى الى استبدال النفوذين السوري والايراني في لبنان بنفوذ اميركي بل تريد دعم الحكومة اللبنانية وتمكينها من اتخاذ القرارات». كذلك اسدى الديبلوماسي الاميركي نصائح الى السياسيين اللبنانيين بكيفية التعامل مع الادارة المقبلة.
وقال انه خلال فترة خدمته في وزارة الخارجية منذ الثمانينات، رأى ثوابت حكومته، ودعا اللبنانيين الى «عدم الاستغراق في عادتهم في التحليل السياسي الزائد عن حده لمواقفنا»، معتبرا ان «حزب الله» وحلفاءه سيعملون على استغلال اي عصبية من طرف تحالف «14 مارس» في التعاطي مع المواقف الاميركية المقبلة.
وقال: «لا تتوتروا فالدعم (الاميركي) للبنان هو واحد من الأعمدة الثابتة في السياسة الاميركية وتم نقشه في القرارات الدولية». واضاف: «ان مبادئ الديبلوماسية الاميركية تعتمد على انهاء الصراع العربي - الاسرائيلي... ثم ان اي ادارة ستستمر في معارضتها للارهاب وسلاحه».
وختم فيلتمان بالقول ان «حزب الله يخلق التهديدات لتبرير احتفاظه بسلاحه».
اما قطوف، فاثنى على دور ومبادئ «حركة 14 مارس» ووصفها بالملهمة للحركات الديموقراطية حول العالم». ووصف «حزب الله» بـ «الحزب غير الديموقراطي» وقال: «برهن حزب الله عن مقدرته على اسقاط النظام برمته، إذاً هذا الحزب هو غير ديموقراطي اصلا».
وعن سورية، التي خدم فيها سفيرا بين العامين 2001 و2003، قال قطوف انها «برهنت عن تفوقها في افساد الامور (في لبنان) عندما تشعر انه تم تجاهلها». ونقل قطوف عن مسؤولين سوريين قولهم انهم «لن يتخلوا عن لبنان طالما هم في حال حرب مع اسرائيل».
اذ ذاك اعتبر السفير السابق لدى دمشق ان «الاولوية هي الوصول الى سلام سوري اسرائيلي لانهاء الحجج السورية. لكن من دون المساومة على لبنان».
الديبلوماسي السابق ومدير «مركز سابان» في «معهد بروكنغز للابحاث» حاليا مارتن انديك قال ان التزام الولايات المتحدة بلبنان هو «التزام اخلاقي باستقلاله». واضاف: «اذا فاز حزب الله وحلفاؤه في الانتخابات (البرلمانية) المقبلة في يونيو، فان ذلك سيزعزع الدعم الاميركي للبنان».
واعتبر انديك انه على واشنطن دعم «محادثات السلام السورية - الاسرائيلية، لكن من دون التضحية بلبنان». وتابع: «علينا المشاركة في رعاية هذه المفاوضات للتأكد من ان استقلال لبنان سيتم المحافظة عليه».
وقال انديك انه اثناء ادارة الرئيس السابق بيل كلينتون، «كان الاعتقاد السائد ان سورية ستتوصل الى سلام مع اسرائيل وان لبنان سيتبع سورية في ما ستقوم سورية بالاهتمام (بنزع) سلاح حزب الله».
لكن الان، حسب انديك، «اختلف الوضع مع مواقف تحالف 14 مارس واصبح نزع سلاح حزب الله مسألة لبنانية وعلى سورية ايقاف شحنات السلاح، فقط، التي تمر الى هذا الحزب عبر اراضيها».
وختم انديك بالتأكيد على ضرورة استئناف مفاوضات السلام بين بيروت وتل ابيب برعاية اميركية ودولية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي