هل يحلَّي المنتخب لسانه بالحلوى العمانية بعد البحرينية؟

«بس يا بحر» آسف ... «بس يا الأزرق»!

u0647u0644 u064au062eu0631u062c u00abu0627u0644u0627u0632u0631u0642u00bb u0645u0646 ... u0627u0644u062fu0648u0627u0645u0629u061f
هل يخرج «الازرق» من ... الدوامة؟
تصغير
تكبير
| كتب أحمد المطيري |
في سنوات القحط وقلة الموارد صرخ اهل الكويت في وجه البحر الذي اخذ منهم الاعزاء وحرمهم من الاحباء، هذه الصرخة كانت عنوانا لاول واخر فيلم سينمائي كويتي اسمه «بس يا بحر» اخراج العبقري خالد الصديق الذي حصد به العديد من الجوائز العالمية القيمة وتجددت صرخة الوطن في هذه الايام بعد معاناة 22 عاما من الام الرياضة وقالوا «بس يا الازرق»، لقد زادت الاوجاع وبلغ القهر مداه وتحولت الاه الى بكاء زاعق على هذا المنتخب الذي كانت له الريادة العالمية في هذه المنطقة بتأهله كأول منتخب عربي اسيوي الى نهائيات كأس العالم اسبانيا 1982، وكانت له الزعامة الاسيوية عندما جلب كأس القارة الصفراء الى الصحراء العربية في اول الثمانينات كاسرا احتكار العيون الضيقة والشوارب العريضة.
22 عاما من الانكسار والانحصار والتراجع تصلح كدراما سوداء لو جسدت كفيلم على الشاشة الفضية لنالت الكويت الجائزة الاولى عن تجسيد مأساة عصر عن كيفية الهدم بدلا من البناء والتراجع بدلا من التقدم والتقهقر بدلا من التفوق منذ أن دخلت كرة القدم الكويتية في دائرة صراع المنافع الشخصية بدلا من المكاسب الجماعية وكأنهم جميعا بطلات فيلم «بس يا بحر» الفنانة القديرة حياة الفهد عندما اعطوها «دانة» البحر الثمينة فألقتها بوجههم واهالت على وجهها التراب وقالت (ما ابيها... ابي ولدي مساعد) الذي خطفه البحر وكأنها تظهر فرديتها على مجموعة الاحزان رغم ان مأساتها جزء من مأساة الكل وهذا مالم يفهمه المتصارعون على قالب حلوى المناصب في الرياضة الكويتية بشكل عام وكرة القدم بصفة خاصة.
1986 كانت بداية السنوات العجاف وتدخل القرار الآتي من خارج الاسرة الرياضية بفرض ما يسمى بالانضباط عليه، ورغم أن هذا القرار بحل مجلس ادارة اتحاد كرة القدم واللجنة الاولمبية بقرار من وزير الشؤون الاجتماعية والعمل آنذاك خالد الجميعان الا ان اللاعبين من نجوم هذه الحقبة كانوا قادرين على السمو فوق المواقف والاوجاع ونجحوا في تذوق الحلوى البحرينية بعد حصولهم على كأس خليجي 8 بمعسكر لمدة اسبوع ولم ينجحوا بالفوز بالكأس بل نجحوا اكثر في اخراس كل الرهانات والتوقعات والاجتهادات بأن مشاكل الرياضة الكويتية سوف تغمرهم باحزانها وتخلص على ما تبقى لديهم من قدرة ومكانة ومهارة، ورحل هذا الجيل العظيم واستمرت المعاناة وتحولت الى داء صعب علاجه حتى وصل بنا وبالرياضة الكويتية الى الشلل وكرة القدم الى الانعاش.
«بس يا بحر» اسف «بس يا الازرق» الى متى تجمع في جعبتك المعاناة والتمزق وتدفع ثمن الانقسام والصراعات رغم أن اولادك اللاعبين ليسوا هم فيصل الدخيل وعبدالعزيز العنبري ومؤيد الحداد وعبدالله البلوشي وعبدالعزيز حسن ومحبوب جمعة ونعيم سعد وغيرهم من اصحاب القامات العالية في كرة القدم الكويتية في تلك البطولة، ولان لاعبي المعاناة وعصر الالم عودهم اخضر وصبرهم قليل ونفسهم قصير لفتهم الاحزان بعباءتها فاصابتهم بالاحباط ولذلك لم ينفع معهم معسكر بالشهور ولا مدربون عمالقة من امثال الالماني بيرتي فوغتس والبرازيلي كاربيجياني وجبل الجليد الاوكراني الراحل لوبانوفسكي ولذلك توالت الاخفاقات التي وضعت الملح بالجرح فزادت الانات وبلغ الفزع الى حد الهلع على تاريخ يداس بالاقدام قبل الشطب بالايدي.
«بس يا بحر» اسف «بس يا الازرق» يجب أن تطوي معاناتك وتحبس دموعك وتصرخ انت في وجه كل من يحاول اسرك في بحر الدموع، اطلب ان تتحرر من قرارات لا دخل لك فيها، ناشد ان تفك ازمتك من اجل ان تستعيد بريقك وتعود كأسد زئيره يهز الخليج وحضور يرعب المنافسين ولونه لون النصر، اصرخ وكفى صمتا بأن يبتعد اصحاب المصالح الشخصية وفرسان الخلافات من اجل ان تثبت انت الاقوى وانك قادر على هزيمة من يريد هزيمتك وتنتصر على من يريد استغلالك كسلاح رغم انك وجدت للمتعة والسعادة وبهجة الوطن.
«بس يا بحر» اسف «بس يا الازرق» هل تحلي لسانك بعد مرارة بالحلوى العمانية كما فعلت بالحلوى البحرينية ام ستظل حبيس ملعب اتحاد القدم تنتظر الفرج, وفي كل الاحوال ننتظر نحن وانت قراراً بالتنازل من اجلك بأن في الاول وبالآخر انت مركز الدائرة وعنوان الفرحة والمركب التي يقفز عليها اصحاب المصالح الشخصية الذين نسجوا من آلامك صورتهم كابطال لكن الازمة كشفتهم واكدت ان سيوفهم من ورق ومواقفهم من سراب واعمالهم تجير لمنافعهم الفردية حتى لو كانت على حساب مصابك.
«بس يا بحر» اسف «بس يا الازرق» انه النداء الاخير قبل الغرق في هذا البحر الذي يأكلنا كل يوم مثل... مساعد !
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي