الاستعراض الغنائي الأضخم لهذا الموسم يحييه نعمة وبشير
«أبيض وأسود» ... جوهرة الموسم الثقافي في «مركز جابر»
















توليفة تجمع الغناء والاستعراض وأحدث تقنيات الإنتاج
الحفل تعزف فيه فرقة مركز جابر الموسيقية بقيادة د. محمد باقر
على خشبة المسرح الظهور الأول في الكويت للفنانة اللبنانية عبير نعمة الحائزة على جائزة «موريكس دور»
الفنان المصري طارق بشير من الأصوات المتخصصة في الغناء العربي الكلاسيكي
ظهور خاص للناقد الفاروق عبدالعزيز
مصممة استعراضات العمل البريطانية فرانشيسكا جينز عملت مع أشهر مخرجي هوليوود
يشهد مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي حدثاً فنياً مميزاً هذا الأسبوع، حيث يقدم لزواره الاستعراض الغنائي الأضخم لهذا الموسم «أبيض وأسود»، الذي يحتفي بفترة فنية زاخرة أسرَت الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، إذ كانت لمصرَ الريادةُ العربية في مختلف المجالات الأدبية والفنية، ومن بينها السينما بما احتوتْهُ من إبداعاتٍ كان للغناء والموسيقى نصيبٌ كبيرٌ منها، حيث تألَّقت نخبة من المطربين والملحنين والشعراء في الأعمال الغنائية السينمائية.
يوظف هذا العرض 14 أغنية من أغاني الأفلام تعود كل منها إلى فنانٍ مختلف من روّاد تلك الحقبة، في رواية قصة حب بين البطلة الفنانة عبير نعمة والبطل الفنان طارق بشير، بمصاحبة فرقة مركز جابر الموسيقية بقيادة د.محمد باقر، والعمل من إخراج هشام جابر، مع ظهورٍ خاص للناقد السينمائي المحبوب الفاروق عبدالعزيز.
من هنا تبدأ الحكاية
في قصر سليمان باشا لاظوغلي، منتج الأفلام، حيث يحتفل الجميع ببدء التصوير. وضِمن حضور الحفل شاليمار (عبير نعمة)، نجمة أفلام العصر الذهبي للسينما المصرية. وفي الحفل أيضاً الفنان الشاب حسن (طارق بشير)، الذي يشاركها بطولة فيلمها الجديد. يقع حسن في حب الفنانة الكبيرة، ويسعى إلى البوح لها بحبه عندما يستشعر ميلها نحوه، ويحاول أن يحدثها على انفراد، فتطلب منه الانتظار إلى اليوم التالي، يوم تصوير أول مشاهدهما معاً.
تتوالى أحداث العرض لتحكي قصة الحب بين حسن وشاليمار. فهل يفوز بقلبها، أم تصده النجمة التي أفنت حياتها من أجل فنها وجمهورها، وأغلقت قلبها أمام الحب بعد تعرضها لصدمةٍ عاطفية في بداية مشوارها؟
من خلال أغنيات العرض التي طالما سمعناها وارتبطت في وجداننا وذاكرتنا بأفلام السينما المصرية في عصرها الذهبي، تُنسَج قصة حب تصلح لكل زمان ومكان... قصة ربما جرت بعض أحداثها التي تشاهدها على المسرح في كواليس تصوير تلك الأفلام في الحقيقة، ليمزج العرض بين الخيال والواقع، بين القصة التي تشاهد تفاصيلها أمام عينيك وأحداث الأفلام القديمة التي نعرض في الصفحات التالية بعض قصصها وأغنياتها.
ينقلنا استعراض «أبيض وأسود» إلى زمن الرومانسية وسحر السينما الغنائية واستعراضاتها الباهرة، ولكن بتقنيات العصر الحالي، ومن خلال الاستعانة بالخبرات العالمية في مجال الاستعراضات وتصميم الرقصات والأداء الحركي، وبأفضل المتخصصين في إنتاج العروض المسرحية، لنقدِّم إلى المُشاهد عرضاً ضخم الإنتاج، غنياً بالإبهار، يحمل روح السينما وحيوية المسرح، مع روعة الموسيقى والألحان الخالدة منذ عشرات السنين بأصوات الموهوبَين عبير نعمة وطارق بشير.
أبرز عناصر العمل
إرث فني زاخر
جاء أول فيلم مصري ناطق في العام 1932، وحمل عنوان «أولاد الذوات». وشهد العام ذاته أول فيلم مصري غنائي وهو «أنشودة الفؤاد»، لتتوالى بعدها الأفلام المصرية التي تجاوز عددُها 4 آلاف شريط، واضعةً مصر في محل الريادة السينمائية العربية من حيث الكم والكيف.
ومنذ بداية السينما المصرية، نشأ لدى الملحنين والفنانين اهتمامٌ كبير بتقديم موسيقى وأغان ذاتِ هويةٍ مختلفة، وذاتِ طابع يمكن وصفُه بالمتطوِّر. استمد هذا اللون عناصرَه في كثير من الأحيان من الغناء الغربي، سواء داخل الأفلام الغربية أو في المشهد الموسيقي الشائع آنذاك في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا. ومع شغف الموسيقيين بتقديم هذه الأغاني ضِمنَ الأفلام المصرية، تنامت فكرة التوزيع الموسيقي المبني على القواعد الغربية، وإضافة المقدمات الموسيقية مع غناء أوبرالي في بعض الأحيان.
وعلى الرغم من قِصَر الفترة الزمنية لأفلام الأبيض والأسود، والتي بدأت تتلاشى تدريجياً منذ مطلع الخمسينات إلى أن انحسرت تماماً في بدايات السبعينات، فإن هذه الفترة تركت أثرها الكبير في الوجدان الجمعي للجمهور العربي.
إنتاج ضخم متطور
يعد «استعراض أبيض وأسود» أول الإنتاجات المميزة الجديدة للموسم الثقافي 18 /19 «جسور ثقافية». فهو توليفة تجمع بين الغناء والاستعراض وأحدث تقنيات الإنتاج والديكورات المسرحية بمستوى عالمي. فالجمهور لن يشاهد استعراضاً تقليدياً، إنما سيعيش التجربة السينمائية الحية بما سيشاهده من مؤثرات لم تقدم مسبقاً في عمل عربي في المنطقة.
كما أن فريق العمل يضمُّ نخبةً من الموهوبين والمتخصصين من الكويت، ومصر، ولبنان، واليونان، والمملكة المتحدة، ومالطا.
فرقة مركز جابر الموسيقية
بقيادة د. محمد باقر
دأبت فرقة المركز من انطلاقها في الموسم الثقافي الماضي على تقديم مختلف ألوان الموسيقى ببصمتها الخاصة، سواءً الفنون الكويتية أو العربية. كما كان لأفرادها مشاركات مميزة مع الأوركسترات الأوربية التي عزفت في المركز، بما في ذلك الإنتاجات الضخمة التي قدمها المركز، ابتداءً من استعراض «مذكرات بحار»، مروراً بـ«أعمال عبدالكريم عبدالقادر»، و«أعمال أبوبكر سالم»، وأحدثها عرض «الثمانينات».
اليوم، وفي استعراض «أبيض وأسود»، وبعد مرور عقود طويلة على إنتاج هذه الأعمال، يواجه الطاقم الموسيقي المشرفُ على حفلات المركز تحدياً كبيراً في تقديم هذه الموسيقى والأغاني، التي قد ينظر إليها الكثيرون على أنها مثالية البناء والتنفيذ، وذلك عبْرَ تطويرِ التوزيع الموسيقي بما يتلاءم مع الطابع العربي المعاصر، وتفادي التطويلِ غيرِ المبرَّر الذي قد يستدعيه المشهد السينمائي، بالإضافة إلى إبرازِ بعض العناصر والآلاتِ الموسيقيةِ التي قد تكون أُهمِلت في التسجيلات القديمة بسبب عدم تطور تقنيات التسجيل آنذاك.
ومن جانبٍ آخر، اهتمت فرقة مركز جابر الموسيقية، بالتعاون مع المطربَين عبير نعمة وطارق بشير والمخرج هشام جابر، في اختيار الأغاني ذات المزاج المتنوع ما بينَ غناءٍ يحمل الطابع الغربي، والذي كان طابعاً محبوباً في تلك الفترة، وبعض الأغاني ذات الطابع المصري الشرقي الأصيل. ولم يخْلُ البرنامج من غناءٍ يحملُ طابعاً تعبيرياً يُعنَى بإظهار المشاعر الإنسانية أكثرَ من إظهار الأدوات الطربيةِ الشرقية، أو تلك الكلاسيكيةِ الغربية.
لمحة عن فريق العمل
عبير نعمة
مطربةٌ لبنانية تملك واحداً من أقوى وأعذب الأصوات العربية الموجودة على الساحة الغنائية اليوم. اشتهرت بقدرتها على أداء مختلف أنواع الغناء من الطرب الشرقي إلى الغناء الأوبرالي والأغنيات الغربية، وهي المطربة العربية الوحيدة، ومن المطربات القلائل في العالم، التي يمكنها الغناء بأكثر من 25 لغة.
درست عبير نعمة العلوم الموسيقية ونظريات الموسيقى العربية والغربية والدينية (الآرامية) ونالت ماجستير الفنون في علم الموسيقى من جامعة «الروح القدس - الكسليك» في لبنان ودبلومة في الغناء الشرقي الطربي. كما تملك عبير نعمة موهبة في التأليف الموسيقي، ولديها العديد من المؤلفات والإنجازات في هذا المجال.
قدَّمت نعمة مجموعة حلقات في برنامج «موسيقى الشعوب» تضمنت نحو 40 فيلماً وثائقياً ألقت فيها الضوء على الموسيقى المختلفة من جميع أنحاء العالم، ونالت عنها جائزة «موريكس دور» في فئة أفضل أفلام وثائقية في العام 2017.
وحصدت الفنانة اللبنانية الموهوبة عدداً من الجوائز والشهادات الفخرية، من بينها جائزة أكاديمية وديع الصافي، وجائزة أفضل صوت في العالم العربي والجائزة الثقافية من إقليم غاليثيا في إسبانيا.
طارق بشير
هو أحد الأصوات الطربية المتخصصة في الغناء الشرقي الكلاسيكي الذي كان سائداً في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، مثل الأدوار والموشحات والمواويل. ومن خلال مساحة صوته وأدائه المتمكن، يُعد من الأصوات النادرة القادرة على إحياء التراث العربي السائد في العهد العثماني وعصر النهضة العربية.
تعلم بشير العزف على الأكورديون والعود خلال سنوات دراسته في الكويت التي غادرها في العام 1990 إلى مصر، ومنها إلى إنكلترا ليدرس الهندسة في الجامعة، ويعمل مهندساً ويقيم هناك. وخلال سنوات إقامته في المملكة المتحدة، التقى في مدينة أكسفورد عالمَ الأجناس الموسيقية مارتن ستوكس، حيث كوَّن معه ومع آخرين، في العام 2008، مجموعة «أكسفورد مقام» التي اهتمت بتقديم الموسيقى والأغنيات من عصر النهضة العربية، وعمدوا إلى تسجيل أسطوانة شمعية بالطريقة ذاتها التي كانت تُنفَّذ في مطلع القرن العشرين.
ويُعَد بشير من عازفي العود المتميزين في مجال التقاسيم والقطع الموسيقية العربية. يعزف العود على الطريقة المصرية، وينتمي تحديداً إلى مدرسة محمد القصبجي. وقد قدَّم الكثير من الألحان، وكتب العديد من الأشعار باللغة الإنكليزية.
أحيا بشير حفل «من غير ميكروفون» في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي في أغسطس 2018، حيث أدى باقة من الأغنيات لأشهر الملحنين والموسيقيين المصريين في بدايات القرن العشرين، بمصاحبة فرقة مركز جابر الموسيقية.
المخرج هشام جابر
مخرجٌ وممثل لبنانيٌّ. المؤسسُ والمدير الفني لمسرح «مترو المدينة» الذي يُعَد واحداً من أكثر المسارح المستقلة النشطة في الساحة الثقافية بالعاصمة اللبنانية بيروت. كتب وأخرج عدداً من المسرحيات المعروفة، منها «كولا، بربير، متحف، دورة» (2002)، و«خبز عربي» (2005)، و«غير مخصَّص للجمهور العريض» (2008).
بين العامين 2007 و2008، أخرج هشام جابر وأنتج 12 فيلماً وثائقياً في مصر عن تاريخ السينما المصرية ضمن برنامج «العدسة العربية» من إنتاج قناة «الجزيرة الوثائقية». كما أخرج العديد من البرامج في محطات التلفزة اللبنانية في الفترة من 2009 إلى 2011.
في 2012 أسس مسرح «مترو المدينة»، حيث قدم أعمالاً تنوعت بين المسرح الغنائي والمسرح الساخر والــ «ستاند آب كوميدي»، من أشهرها «أغاني سرفيسات» (2015)، «متروفون» (2016 - حتى اليوم)، وأعمال متفرقة يؤديها باسم «روبرتو قبرصلي» يسخر خلالها من الواقع السياسي والاجتماعي في لبنان.
قدَّم جابر أيضاً العرض المسرحي الغنائي الاستعراضي «هشك بشك شو»، الذي عُرض للمرة الأولى في مارس 2013، ونال نجاحاً كبيراً ولا يزال مستمراً حتى اليوم، إلى جانب جولته في مسارح عدّة في لبنان وخارجه مثل بلجيكا ومصر.
في العام 2015، عُرضت مسرحيته «بار فاروق» في مهرجان بيت الدين الدولي، وما زالت تُعرَض إلى اليوم في «مترو المدينة» أسبوعياً، كما شارك للمرة الثانية في مهرجان بيت الدين العام 2017 بعرض «السيرك السياسي».
فرانشيسكا جينز
مصمِّمةُ الرقصات والاستعراضات
مصمِّمةٌ للاستعراضات ومخرجةٌ للأداء الحركي من بريطانيا. صممت الرقصات والاستعراضات للعديد من الأفلام والمسرحيات والعروض المختلفة. درست جينز في مدرسة بوش ديفيز لفنون المسرح وعملت راقصةً محترفة سنواتٍ طوالاً.
بدأت تصميم الاستعراضات للتلفزيون الإنكليزي في العام 1982، بينما اتجهت لتصميم الرقصات والأداء الحركي الدرامي في الأفلام منذ العام 1999، ويحفل سجلها بكثير من الأفلام المعروفة مثل «تشارلي ومصنع الشوكولاتة» (Charlie and the Chocolate Factory) و«الجاذبية» (Gravity)، و«الذكاء الاصطناعي» (A.I.) وغيرها من أكبر أفلام السينما الأميركية.
عملت جينز في هوليوود مع أشهر المخرجين، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر ستيفن سبيلبرغ، تيم بيرتون، روبرت زيمكس، تيم بيرتون، ومايك لي. كما عملت مع أكبر نجوم السينما البريطانية ونجوم هوليوود مثل ساندرا بولوك، كيرا نايتلي، جوني ديب، جود لون جاك بلاك، دستين هوفمان، وجودي دنش.
فوتيني ديمو
مصممة الأزياء
درستْ فوتيني ديمو تصميم المناظر والأزياء في كلية سانت مارتن المركزية للفنون والتصميم، كما درست الفن التشكيلي على مدى عام في كلية الفنون الجميلة بالعاصمة البلجيكية بروكسل. بعد انتهاء دراستها، عملت ديمو خمس سنوات مصممةً للمناظر والأزياء في نيويورك، ثم مصممةً أساسية لمسرح آلي (Alley Theatre) في هيوستون بولاية تكساس. بعد ذلك، عادت إلى أوروبا لتتولى تصميم الأزياء والمناظر في أكبر المسارح ودور الأوبرا الإنكليزية والأوروبية، ومن بينها «رويال شكسبير كومباني»، حيث اضطلعت بتصميم أزياء وملابس عروض «دوقة مالفي» (THE DUCHESS OF MALFI)، «القلعة» (THE CASTLE)، و«مدرسة الليل» (THE SCHOOL OF NIGHT) و«آيون» (ION) التي لعب بطولتها الممثل المعروف جود لو.
كما صممت الملابس والمناظر لعدد من أشهر العروض الأوبرالية في «رويال أوبرا هاوس» في لندن، و«تياترو لا سكالا» في ميلانو، والأوبرا الوطنية الإنكليزية، وأوبرا اسكتلندا، ومهرجان الأوبرا في إيرلندا. ويتضمن سجل أعمالها للسينما والتلفزيون تصميم أزياء عدد من الأفلام والمسلسلات من إنتاج تلفزيون «بي بي سي».