بعد تصعيد غير مسبوق منذ حرب 2014
أسلحة إسرائيل وفصائل غزة «تصمت» بوساطة مصرية!

فلسطينيون يعاينون مباني دمرتها الغارات الإسرائيلية في القطاع (ا ف ب)


أعلنت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة أمس، وقفا لاطلاق النار مع اسرائيل بجهود مصرية بعد تصعيد للمواجهات في اليومين الاخيرين هدد باندلاع حرب في القطاع المحاصر.
وأصدرت الفصائل وبينها حركة «حماس»، بيانا مشتركا أعلنت فيه إن «جهودا مصرية مقدرة أسفرت عن تثبيت وقف إطلاق النار بين المقاومة والعدو الصهيوني، وإن المقاومة ستلتزم بهذا الإعلان طالما التزم به العدو الصهيوني».
وأفاد بيان أصدرته جماعات مسلحة في غزة، في وقت سابق، بأن أشدود، وهو ميناء إسرائيلي رئيسي، وبئر السبع أكبر مدن الجنوب، ستكون التالية التي تصيبها الصواريخ إذا لم توقف تل أبيب إطلاق النار.
وأصدر وزير الدفاع الإسرائيلي المتشدد افيغدور ليبرمان بياناً، قال فيه أنه لا يؤيد وقف الضربات الإسرائيلية.
ويعد تصعيد العنف بين اسرائيل والفلسطينيين في غزة الأسوأ منذ حرب 2014.
وقتل سبعة فلسطينيين في غزة خلال الساعات الأخيرة، فيما استهدفت الضربات الإسرائيلية مقاتلين فلسطينيين ودمرت مباني وأدت إلى اندلاع ألسنة اللهب وتصاعد أعمدة الدخان.
ودوت صفارات الإنذار في جنوب إسرائيل فيما اختبأ عشرات الالاف في ملاجئ. وأطلقت نحو 460 قذيفة هاون وصاروخ من قطاع غزة ما أدى إلى إصابة 27 شخصا، إصابات ثلاثة منهم خطيرة.
وقتل عامل فلسطيني من الضفة الغربية المحتلة عند سقوط صاروخ على مبنى في مدينة عسقلان.
واغلقت المدارس في قطاع غزة وفي جنوب اسرائيل فيما تبادل الجانبان التهديدات بالرد بقوة على أية أعمال عنف.
وكانت مصر توسطت في هدنات لوقف إطلاق النار في عمليات تصعيد سابقة، بينما سعى مبعوث الأمم المتحدة في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف إلى التوصل إلى هدنة طويلة الأمد بين الجانبين في الأسابيع الأخيرة.
ووصف ملادينوف التصعيد سابقا بأنه «خطير للغاية» وكتب على «تويتر»: «يجب أن يظهر الجميع ضبط النفس».
وعقب اجتماع للحكومة الأمنية الاسرائيلية قيل أنه استمر نحو ست ساعات امس، صدر بيان جاء فيه أن الوزراء «اصدروا تعليمات للجيش بمواصلة العمليات بحسب الضرورة».
وقطع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زيارة الى باريس مع تصاعد التوترات وعاد إلى بلاده الاثنين.
واندلعت دوامة العنف الاحد، بعد أن قامت قوات اسرائيلية خاصة بعملية فاشلة داخل قطاع غزة دفعت «حماس» إلى التوعد بالانتقام.
وأدى الاشتباك الذي نتج عن الكشف عن العملية إلى مقتل سبعة مقاتلين فلسطينيين من بينهم قائد عسكري محلي في «حماس»، وضابط إسرائيلي.
ورد المقاتلون الفلسطينيون بإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون والصواريخ المضادة للدبابات التي أصابت حافلة ذكرت «حماس» أن جنودا إسرائيليين يستخدمونها. وأصيب في جندي بجروح بالغة في الهجوم.
واعترضت الدفاعات الجوية أكثر من 100 صاروخ من غزة، بينما سقطت معظم الصواريخ الأخرى في مناطق خلاء، وأصاب بعضها منازل وغيرها من المباني المدنية.
ووابل الصواريخ هو الأكبر منذ حرب 2014.
وقال كلود بونفيتو، الذي يعيش قرب مجموعة شقق اصابها صاروخ في عسقلان، «خلال ثانيتين (بعد انطلاق صفارات الانذار) سمعنا دويا هائلا، وشاهدنا ستائر منزلنا تطير في الهواء والنوافذ تتحطم، وبعد دقائق قليلة عندما خرجنا أدركنا أن صاروخا أصاب مبنى مجاورا لنا».
وردت اسرائيل بغارات جوية كبيرة استهدفت مواقع من بينها مبنى «قناة الاقصى» التلفزيونية التابعة لـ «حماس» وفندقا يضم مكاتب لأجهزة الأمن في وسط مدينة غزة.
وأكد الجيش أنه ضرب نحو 160 هدفا.
وقال اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس، إن كل المباني التي قصفها الجيش «مملوكة لحماس أو تديرها الحركة أو تستخدمها».
وفي غزة، سوت القذائف الإسرائيلية سبعة مبان متعددة الطوابق بالأرض أغلبها في المدينة.
وقال شهود إن صواريخ تحذيرية تحمل رؤوسا حربية صغيرة أطلقت أولاً.
وذكر عبدالله أبو حبوش (22 عاما) إن صيحات الجيران أيقظته من نومه وإنه خرج من المبنى الذي يقطنه بعد أن أطلقت إسرائيل ما تسميه تحذير «الطرق على السطح».
وأضاف: «تجمعنا أكثر من 50 شخصا في غرفة واحدة. كبار السن الذين كانوا معنا فقدوا وعيهم بسبب الدخان... الصاروخ من طائرة إف - 16 دمر المبنى بالكامل». وأضاف أنه ليس لديه أدنى فكرة عن سبب قصف المبنى.
وخمسة على الأقل من القتلى في غزة، هم من العناصر المفترضين للجماعات المسلحة المختلفة. وأصيب 26 شخصا بجروح في القطاع الفلسطيني.
وفي رام الله، استنكر مجلس الوزراء الفلسطيني التصعيد الإسرائيلي الخطير، مطالباً «المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف هذا العدوان وتوفير الحماية الدولية العاجلة لشعبنا الفلسطيني». ودعا الرئيس محمود عباس إلى عقد اجتماع طارئ غداً.
ودانت الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي القصف الإسرائيلي، تزامناً مع دعوة الأردن وتركيا إلى «حماية الأبرياء» ووقف الغارات على القطاع «فوراً».