تقرير

الفائزون والخاسرون في الاتحاد الأوروبي عام 2008

تصغير
تكبير
بروكسيل - د ب أ- بينما يقترب عام 2008 من نهاية لاهثة في خضم أزمة مالية ومناقشات تدور حول تغير المناخ وما بعد حرب جورجيا، فان الفرز بين الفائزين والخاسرين في الاتحاد الاوروبي، صار جليا.
الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي... فائز. كانت بداية عام 2008 بالنسبة الى ساركوزي سيئة حيث تردت شعبيته في استطلاعات الرأي، بيد أن الروح دبت في مساره من جديد عندما تولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي.
كانت حركته الدؤوب التي أكسبته لقب «السريع» واضحة في شكل لا تخطؤه عين، وهو يتزعم رد الفعل المشترك للاتحاد الاوروبي على الحرب الروسية - الجورجية في أغسطس والازمة المالية في سبتمبر، فضلا عن سلسلة من المقترحات الخاصة بمكافحة تغير المناخ في ديسمبر.
وفي حين يقول منتقدون ان جهوده الديبلوماسية تعول في شدة على التدخلات عالية المستوى أكثر من المفاوضات التفصيلية، فان الجميع يقر بأنه رفع من قدر الاتحاد الاوروبي، كما أنه شخصيا اكتسب سمعة كناشط لا يهدأ ولا تلين له قناة.
رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون... فائز. على غرار ساركوزي، بدأ براون العام وقد ضاقت به الارض على ما رحبت سياسيا وتذيل المعارضة في استطلاعات الرأي المتوالية.
بيد أن الازمة المالية في سبتمبر أعطته «قبلة الحياة»، حيث استفاد من سنوات الخبرة العشر التي أمضاها في منصب وزير المالية، في خلق أول حزمة انقاذ مصرفية منسقة في الاتحاد الاوروبي، كما أطلق أول حزمة انتعاش اقتصادي للكتلة.
المستشارة الالمانية انجيلا ميركل... احتلت مرتبة وسط بين الفائزين والخاسرين. اذ أن «الفتاة الذهبية» للديبلوماسية الاوروبية التي قادت الاتحاد الاوروبي عام 2007 من موقع الصدارة في مسائل مثل تغير المناخ والعلاقات مع روسيا، كان حضورها باهتا على خشبة المسرح الاوروبي عام 2008.
فقد حاصرها المنافسون السياسيون في الداخل، كما تعرضت لضغوط مكثفة من جماعات الضغط الصناعية صاحبة النفوذ القوي في المانيا لتقليص اتفاق تغير المناخ التي أسهمت هي نفسها في التوصل اليه، كما انها تواجه انتخابات عام 2009، لكل هذا توارت شمسها دوليا، خلف سحب ساركوزي الذي لا يهدأ وبراون الخبير المالي.
واحقاقا للحق، فانها لعبت دورا كاملا في المحادثات الدولية الخاصة بالازمة المالية وتغير المناخ والحرب الجورجية، لكنها لم تتقدم الصفوف في أي منها. وبمعاييرها هي الشخصية السامقة، فان هذا يعد أقرب الى الفشل.
رئيس الوزراء الايرلندي برايان كوين... خاسر. تولي كوين مهام منصبه في مايو الماضي فقط، وما أن حل منتصف يونيو حتى وجد نفسه غارقا في مستنقع مشكلات، حيث رفض الناخبون معاهدة لشبونة الاصلاحية الامر الذي جعل من المستحيل تطبيق تلك المعاهدة في أي مكان آخر في الكتلة.
كذلك تعرض كوين لانتقادات حادة لادارته حملة انتخابية باهتة. ثم صبت الازمة المالية متاعبها فوق رأسه، حيث دخلت ايرلندا النمر الاقتصادي السابق، في حالة ركود.
بولندا... خاسر. لا يحدث كثيرا أن بلدا بأكمله يصير خاسرا هكذا بوضوح، لكن بولندا فعلتها هذا العام مع اشتباك الرئيس ورئيس وزرائها، في نزاع علني دار حول مسألة من يدير البنود الرئيسة لسياسات البلاد.
ووصل النزاع الى مرحلة بالغة الحرج في بروكسيل في أكتوبر الماضي، عندما رفض رئيس الوزراء دونالد توسك توفير مقعد للرئيس ليخ كاتشينسكي على الطائرة الحكومية، ورد كاتشينسكي بان استقل طائرة شارتر نقلته الى القمة مباشرة.
وقبل اقل من أسبوع على القمة التقليدية التي يعقدها الاتحاد الاوروبي في نهاية العام، فان المصادر البولندية لا تستطيع حتى اللحظة أن تجزم بهوية قادة البلاد الذين سيحضرونها - في غياب للوضوح أثار سخطاً واسعاً بين الدول الأخرى الاعضاء.
سلوفينيا... فائز. من ناحية أخرى، فان الدولة الوحيدة بين جمهوريات الاتحاد اليوغوسلافي السابق حتى الان التي شقت طريقها الى عضوية الاتحاد الاوروبي خرجت منتصرة في شكل مريح هذا العام، وصارت أول عضو من الاعضاء الجدد في الاتحاد يتولى رئاسته الدورية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي